للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[خاتمة في المدح والذم]

عن المقداد بن عَمْرو: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نحثو في وجوه المداحين التراب رواه مسلم (١)، قال النووي (٢): ذكر مسلم في هذا الباب الأحاديث الواردة في النهي عن المدح وقد جاءت أحاديث كثيرة في الصحيحين بالمدح في الوجه قال العلماء وطريق الجمع بينها أن النهي محمول على المجازفة في المدح والزيادة في الأوصاف أو على من يخاف عليه فتنة من إعجاب ونحوه إذا سمع المدح وأما من لا يخاف عليه ذلك لكمال تقواه ورسوخ عقله ومعرفته فلا نهي في مدحه في وجهه إذا لم يكن فيه مجازفة بل إن كان يحصل بذلك مصلحة كنشطه للخير والازدياد منه أو الدوام عليه أو الاقتداء به كان مستحبًّا.

قال النووي في كتاب الأذكار (٣): مدح الإنسان والثناء عليه بجميل صفاته قد يكون في حضور الممدوح، وقد يكون بغير حضوره، فأما الذي في غير حضوره، فلا منع منه إلا أن يجازف المادح ويدخل في الكذب، فيحرم عليه بسبب الكذب لا لكونه مدحا، ويستحب هذا المدح الذي لا كذب فيه إذا ترتب عليه مصلحة ولم يجر إلى مفسدة بأن يبلغ الممدوح فيفتتن به، أو غير ذلك، وأما المدح في وجه الممدوح فقد جاءت فيه أحاديت تقتضي إباحته أو استحبابه، وأحاديثه تقتضي المنع منه، ويجمع بينهما كما تقدم.


(١) أخرجه مسلم (٦٨ و ٦٩ - ٣٠٠٢).
(٢) شرح النووي على مسلم (١٨/ ١٢٦).
(٣) الأذكار (ص ٢٧٦).