للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: (أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نحثي في وجوه المداحين التراب) هذا الحديث قد حمله على ظاهره المقداد الذي هو راويه ووافقه طائفة وكانوا يحثون التراب في وجهه حقيقة وقال آخرون معناه خيبوهم فلا تعطوهم شيئا لمدحهم وقيل إذا مدحتم فاذكروا أنكم من تراب فتواضعوا ولا تعجبوا وهذا ضعيف (١) انتهى.

قال الخطابى (٢): المراد بالتراب هنا الحرمان فمعنى التراب ههنا الحرمان والخيبة كما يقال ليس في كفه إلّا التراب، وكان بعض السلف يذهب إلى استعمال الحديث على ظاهره ويرى أن يوضع التراب في كفه، وروي أن المقداد رأى رجلا يمدح رجلا فقام يحشي التراب بكفه في وجهه، وقال الحليمى (٣): إنما أمر بحثو التراب في وجوه المادحين لأن الأغلب أنهم يكذبون فيغرون الممدوح فإذا حثا التراب في وجه المادح تغبر بذلك وجهه كما غبر وجه الممدوح. انتهى.

٤ - وَعَن معَاذ بن جبل أَنه قَالَ حِين بعث إِلَى الْيمن يَا رَسُول الله أوصني، قَالَ: "أخْلص دينك يكفك الْعَمَل الْقَلِيل" (٤) رَوَاهُ الْحَاكِم من طَرِيق عبيد الله بن زحر عَن ابْن أبي عمرَان وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد كَذَا قَالَ.


(١) شرح النووي على مسلم (١٨/ ١٢٨).
(٢) معالم السنن (٣/ ١٣١).
(٣) المنهاج (٣/ ٨).
(٤) أخرجه الحاكم في المستدرك (٤/ ٣٤١)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (١/ ٢٤٤)، والبيهقي في الشعب رقم (٦٤٤٣)، وقال الحاكم عقبه: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ورده الذهبي في التلخيص فقال: غير صحيح، وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة (٢١٦٠)، وضعيف الجامع (٢٤٠).