للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فصلٌ

قوله: عن أبي هريرة، تقدم الكلام على مناقبه.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة" الحديث، هذا حديث عظيم جامع لأنواع من العلوم والقواعد والآداب، ومعنى تنفيس الكربة أو الغمة بضم الكاف وسكون الراء، وجمعها كرب بضم الكاف وفتح الراء، قال الجوهري (١): الكربة بالضم الغم الذي يأخذ بالنفس، وكذلك الكرب على وزن الضرب فتقول منه كربة الغم إذا اشتدَّ عليه.

وقوله: "نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة" هذا يرجع إلى أن الجزاء من جنس العمل، وقد تكاثرت النصوص لهذا المعنى كقوله - صلى الله عليه وسلم -: "إنما يرحم الله من عباده الرحماء" (٢)، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا" (٣) والكرب: هو الشدة العظيمة التي ترفع صاحبها في الكرب، وتنفيسها أن يخفف عنه منها مأخوذ من تثفس الخناق كأنه يرجى له الخناق، حتى تأخذ نفسا، والتفريج أعظم من ذلك وهو أن يزيل عنه الكربة


(١) الصحاح (١/ ٢١١)، وتهذيب الأسماء واللغات (٤/ ١١٣).
(٢) أخرجه البخاري (١٢٨٤) و (٥٦٥٥) و (٦٦٥٥) و (٧٣٧٧) و (٧٤٤٨)، ومسلم (١١ - ٩٢٣) عن أسامة بن زيد.
(٣) أخرجه مسلم (١١٧ و ١١٨ و ١١٩ - ٢٦١٣) عن هشام بن حكيم.