للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فتفرج فتفرج عنه كربته ويزول همه وغمه فجزاء التنفيس التنفيس وجزاء التفريج التفريج كما في الحديث: "أيما مؤمن أطعم مؤمنا على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة" (١)، ويدخل في هذا إعانة المسلم، وتفريج الكرب عنه، ويدخل في كشف الكربة وتفريجها من أزالها بماله أو جاهه أو لمساعدته أو إشارته ورأيه ودلالته، والله أعلم (٢).

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وَمن ستر مُسلما ستره الله فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَة " الحديث، الستر المندوب إليه هنا، المراد به: الستر على ذوي الهيئات ونحوهم ممن ليس معروفا بالأذى والفساد، وأما المعروف بذلك فيستحب أن لا يستر عليه بل ترفع قضيته إلى أولى الأمر إن لم يخف من ذلك مفسدة، هذا كله في ستر معصية وقعت وانقضت، أما معصية رآه عليها وهو بَعْدُ متلبس بها فتجب المبادرة بإنكارها عليه ومنعه منها ممن قدر على ذلك فلا يحل تأخيرها، فإن عجز لزمه رفعها إلى ولي الأمر إذا لم يترتب على ذلك مفسدة (٣).

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وَمن يسر على مُعسر يسر الله عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَة" (أي: من


(١) جامع العلوم والحكم (٣/ ١٠٠٤ - ١٠٠٥). والحديث أخرجه أبو داود (١٦٨٢)، والترمذى (٢٤٤٩)، وأبو يعلى (١١١١). قال الترمذي عقب الحديث (٢٤٤٩): هذا حديث غريب وقد روي عن عطية، عن أبي سعيد موقوفًا وهو أصح عندنا وأشبه. وقال أبو حاتم كما في العلل (٢٠٠٧): الصحيح موقوف الحفاظ لا يرفعونه. وقال الألباني: ضعيف، المشكاة (١٩١٣)، ضعيف أبي داود (٣٠٠).
(٢) شرح النووي على مسلم (١٦/ ١٣٥).
(٣) المصدر السابق (١٦/ ١٣٥).