للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

كان له دين على فقير فساهله بأن يمهله من وقت أداء دينه إلى وقت يحصل له مال، أو يترك بعض دينه، ويطلب الباقي (١).

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وَمن سلك طَرِيقا يلْتَمس فِيهِ علمًا"، ونكر "علمًا" ليتناول كل نوع من أنواع علوم الدين، ويندرج تحته قليلة وكثيرة (٢)، وفي الحديث: دليل على شرف العلم وفضله، وسلوك الطريق لالتماس العلم يدخل في سلوك الطريق الحقيقي وهو المشي بالأقدام إلى مجالس العلم، ويدخل فيه سلوك الطريق المعنوية إلى حصول العلم مثل حفظه ودراسته ومذاكرته ومطالعته وكتابته والتفهم له ونحو ذلك من الطردق المعنوية التي يتوصل بها إلى العلم (٣).

قوله: "سهل الله له به طريقا إلى الجنة"، قد يراد بذلك أن الله تعالى يسهل له العلم الذي يطلبه وسلك طريقه وييسره عليه، فإن العلم طريق موصل إلى الجنة، وهذا كقوله تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (١٧)} (٤) قال بعض السلف: فهل من طالب علم فيعان عليه، وقد يراد أيضا أن الله تعالى ييسر لطالب العلم إذا قصد بطلبه وجه الله تعالى الانتفاع به والعمل بمقتضاه فيكون سببا لهدايته ولدخوله الجنة، وقد ييسر الله لطالب العلم


(١) المفاتيح (١/ ٣٠٥).
(٢) الميسر (١/ ١٠٣).
(٣) جامع العلوم والحكم (٣/ ١٠١٦).
(٤) سورة القمر، الآية: ١٨.