للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

علوما أخرى ينتفع بها، وتكون موصلة له إلى الجنة كما قيل: "من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم"، وكما قيل: "ثواب الحسنة حسنة بعدها"، وقد يدخل في ذلك أيضًا تسهيل طريق الجنة الحسنى يوم القيامة وهو الصراط وما قبله وما بعده من الأهوال فييسر ذلك على طالب العلم للانتفاع به، فإن العلم يدل على الله تعالى من أقرب الطرق إليه، فمن سلك طريقه ولم يعرج عنه وصل على الله إلى الجنة من أقرب الطرق وأسهلها فسهلت عليه الطريق الموصلة إلى الجنة كلها في الدنيا والآخرة، فلا طريق إلى الله إلا بالعلم النافع الذي بعث الله به رسله وأنزل به كتبه، والله أعلم؛ قاله ابن رجب (١).

ففي هذا الحديث فضل إزالة الكربة عن المدين وفضل الستر عليه وفضل إنظاره وفضل المشي في طلب العلم، ويلزم من ذلك فضل الاشتغال بالعلم، والمراد: العلم الشرعي بشرط أن يقصد بذلك وجه الله تعالى، وإن كان هذا شرطا في كل عبادة لكن عادة لا يقيدون هذه المسألة به لكونه قد يتساهل فيه بعض الناس ويغفل عنه بعض الناس ونحوهم، والله أعلم (٢).

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وَمَا اجْتمع قوم فِي بَيت من بيُوت الله يَتلون كتاب الله وَيَتَدَارَسُونَهُ بَينهم إِلَّا نزلت عَلَيْهِم السكينَة" الحديث، هذا يدل على استحباب الجلوس في المساجد لتلاوة القرآن ومدارسته، وهذا إن حمل


(١) المصدر السابق (٣/ ١٠١٦ - ١٠١٧).
(٢) شرح النووي على مسلم (١٧/ ٢١).