للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

* قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث الجاورد: "ما من عبد يقوم في الدنيا مقام سمعة ورياء".

(١) [خشية الله تعالى كتبت حسنة كما جاء في الحديث: "إنما تركها من جرائي" (٢) فصار تركه لها لخوف الله تعالى ومجاهدته نفسه الأمارة بالسوء في ذلك، وعصيانه هواه حسنة، فأما الهم الذي لا يكتب فهي الخواطر التي لا توطن النفس عليها ولا يصحبها عقد ولا نية وعزم، وذكر بعض المتكلمين خلافا فيما إذا تركها لغير خوف الله تعالى بل لخوف النالس، هل يكتب حسنة؟ قال: لا، لأنه إنما حمله على تركها الحياء، وهذا ضعيف لا وجه له، هذا آخر كلام القاضي (٣)، وهو ظاهر حسن ولا مزيد عليه، وقد تظاهرت نصوص الشرع بالمؤاخذة بعزم القلب المستقر، والله أعلم (٤)، ومذهب الجمهور أن العزم على المعصية إذا استقر في القلب كان ذنبًا يكتب عليه بخلاف الخاطر (٥)، انتهى، قاله في شرح الإلمام.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إنما تركها من جرائي" قال الحافظ: هو بفتح الجيم وتشديد


(١) هذه الصفحة ليست لها علاقة بما قبلها.
(٢) أخرجه مسلم (٢٠٥ - ١٢٩) عن أبي هريرة.
(٣) قاله القاضي عياض كما في إكمال المعلم (١/ ٤٢٥ - ٤٢٦).
(٤) قاله النووي كما في شرح النووي على مسلم (٢/ ١٥١).
(٥) قاله القاضي عياض في إكمال المعلم ٥/ ٤٠٤، وعنه النووي في شرح النووي على مسلم (١١/ ١٠٨ - ١٠٧)، وابن حجر في فتح البارى (٨/ ٦١٣).