للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يتقون سكنى الحرم خشية ارتكاب الذنوب فيه منهم ابن عباس وعبد الله بن عمرو بن العاصي، وروي عن عمر بن الخطاب أنه قال: لأن أخطئ سبعين خطيئة يعني، بغير مكة أحب إلي من أن أخطئ خطيئة واحدة (١)، وعن مجاهد قال: تضاعف السيئات بمكة كما تضاعف الحسنات (٢)، وقال ابن جريج: بلغني أن الخطيئة بمكة مائة خطيئة والحسنة على نحو ذلك (٣) وقد تضاعف السيئات لشرفا فاعلها وقوة معرفته بالله وقربه منه فإن من عصى السلطان على بساطه أعظم أجرا ممن عصاه على بعد (٤).

قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث ابن عباس: زاد في رواية: "أو محاها" يعني أن عمل السيئة إما تكتب لعاملها سيئة واحدة أو يمحوها الله بما شاء من الأسباب كالتوبة والاستعفار وعمل الحسنات (٥).

وقوله بعد ذلك: "ولا يهلك على الله هالك" أي: لا يعاقب مع هذه المسامحة إلا مفرط غاية التفريط يعني بعد هذا الفضل العظيم والرحمة الواسعة فيه بمضاعفة الحسنات والتجاوز عن السيئات: "لا يهلك على الله


(١) أخرجه عبد الرزاق (٨٨٧١)، والأزرقى في أخبار مكة (٢/ ١٣٤) والفاكهى في أخبار مكة (١٤٣١).
(٢) أخرجه الثعلبى في التفسير (٧/ ١٧).
(٣) أخبار مكة (٢/ ١٣٧).
(٤) جامع العلوم والحكم (٣/ ١٠٤٠ - ١٠٤٢).
(٥) جامع العلوم والحكم (٣/ ١٠٥٢).