للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

إليه من غير ممانعة ولا معارضة، ونعيم الجنة وخيرها أعظم وأوسع من ذلك كله وخص يوم الجمعة بذلك لتفضيله ولما خصه الله تعالى به من الأمور التي تقدم ذكرها ولأنه يوم المزيد أي اليوم الذي يوفى لهم ما وعدوا به من الزيادة وأيام الجنة تقديرات إذ لا ليل هناك ولا نهار وإنما هناك أنوار متوالية لا ظلمة معها، اهـ. ومعنى يأتونها في كل جمعة أي في مقدار كل جمعة أي أسبوع وليس هناك حقيقة أسبوع لفقد الشمس والليل والنهار.

قوله: "فتهب ريح الشمال" الحديث. الشمال بفتح الشين والميم بغير همز هكذا الرواية في صحيح مسلم. قال صاحب العين هي الشمال والشمْأل بإسكان الميم مهموز والشأملة بهمزة قبل الميم والشَمْل بفتح الميم بغير ألف والشمول بفتح الشين وضم الميم، اهـ. والشمال بكسر الشين ضد اليمين وريح الشمال بفتح الشين والجمع شمالات وغديو مشمول إذا هبت عليه ريح الشمال [والشمول] الخمر. اهـ.

[وريح الشمال] (١) [و] هي التي تهب من نواحي القبلة وعبارة بعضهم من دبر القبلة، قال القاضي عياض (٢): وخص ريح الجنة بالشمال لأنها ريح المطر عند العرب كانت تهب من جهة الشمال وبها يأتي سحاب المطر وكانوا يرجون السحابة الشآمية وجاء في الحديث تسمية هذه الريح المثيرة أي المحركة لأنه تثير في وجوههم ما تثيره من مسك أرض الجنة وغيره من


(١) سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.
(٢) إكمال المعلم بفوائد مسلم (٨/ ٣٦٤).