للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المراد به الرجاء وتأميل [العفو] وهذا وضح.

قوله: "وأنا معه حين يذكرني" أي معه بالرحمة والتوفيق والهداية والرعاية والإعانة، وأما قوله: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} (١)، فمعناه بالعلم [والإحاطة]، وفي [حديث آخر: فإن] ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، قال المازري النفس تطلق في اللغة على معان منها الدم ومنها نفس الحيوان وهما مستحيلان في حق الله تعالى ومنها الذات والله تعالى له ذات حقيقة وهو المراد بقوله تعالى في نفسي ومنها الغيب وهو أحد الأقوال في قوله تعالى: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} (٢) أي ما في غيبي فيجوز أيضًا أن يكون مراد الحديث أي إذا ذكرني [غالبا أثابه] الله وجازاه بما [سبق] مما لا يطلع عليه أحد.

قوله: "وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم"، هذا مما استدلت به المعتزلة ومن وافقهم على تفضيل الملائكة على [الأنبياء، صلوات الله تعالى وسلامه عليهم أجمعين، واحتجوا أيضًا بقوله تعالى:] {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} الآية إلى قوله {تَفْضِيلًا} (٣)، [فالتقييد] بالكثير احتراز من الملائكة ومذهب أصحابنا وغيرهم أن الأنبياء عليهم السلام أفضل من الملائكة لقوله


(١) سورة الحديد، الآية: ٤.
(٢) سورة المائدة، الآية: ١١٦.
(٣) سورة الإسراء، الآية: ٧٠.