للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تعالى في بني إسرائيل {وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} (١)، ويتأولون هذا الحديث على أن [الناكرين غالبا] يكونون طائفة [لا] نبي فيهم فإذا ذكر الله تعالى في خلائق [من الملائكة] كانوا خيرًا [من تلك الطائفة] اهـ، قاله في الديباجة. قوله - صلى الله عليه وسلم -: "والله لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة" الحديث، اللام في لله هي لام الابتداء.

قال النووي (٢): قال العلماء: فرح الله تعالى هو رضاه، فالفرح ها هنا وفي أمثالها كناية عن الرضا وسرعة القبول وحسن الجزاء لتعذر إطلاق ظاهر الفرح على الله تعالى، والمعنى لله أرضى بالتوبة وأقبل لها. قال الإمام المازري (٣): الفرح ينقسم على وجوه منها: السرور والسرور يقارنه الرضا بالمسرور به، قال: والمراد هنا أن الله تعالى يرضى توبة عبده أشدّ مما يرضى واجد ضالته بالفلاة، فعبر عن الرضا بالفرح تأكيدا لمعنى الرضا في نفس السامع ومبالغة في تقريره.

قوله: "يجد ضالته بالفلاة"، والفلاة الأرض الفضاء التي لا ماء بها.

[تتمة: قال الزمخشري (٤) في تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا} (٥): هذا دليل على أن الرجل إذا كان ببلد لا يتمكن


(١) سورة الجاثية، الآية: ١٦.
(٢) انظر: النهاية في غريب الأثر (٣/ ٤٢٤)، ولسان العرب (٢/ ٥٤١).
(٣) شرح النووي على صحيح مسلم (١٧/ ٦٠).
(٤) الكشاف (١/ ٥٨٧).
(٥) سورة النساء، الآية: ٩٧.