للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فيه من إقامة أمر دينه كما يجب لبعض الأسباب والعوائق من عليه الدين، أو علم أنه في غير بلده أقوم بحق الله تعالى وأدوم على العبادة حقت عليه الهجرة. وعن النبي - صلى الله عليه وسلم - (١): "من فرّ بدينه من أرض إلى أرض وإن كان شبرا من الأرض استوجب له الجنة وكان رفيق إبراهيم ونبيه محمد"، وقال في آخر سورة العنكبوت في قوله تعالى: {يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ (٥٦)} (٢)، معنى الآية: أن المؤمن إذا لم تتسهل له العبادة في بلد هو فيه ولم يتمشى له أمر دينه كما يجب فليهاجر عنه إلى بلد آخر يقدر أنه فيه أسلم قلبا وأصح دينا وأكثر عبادة وأحسن خشوعا، ولعمري أن البقاع تتفاوت في ذلك التفاوت الكثير، ولقد جربنا وجرّب أولونا فلم يجدوا فيما درنا وداروا أعون على قهر النفس وعصيان الشهوة وأجمع للقلب المتلتفت وأجم وأضبط للأمر الديني في الجملة من سكنى حرم الله تعالى وجوار بيت الله تعالى، فلله الحمد على ما سهّل ذلك وقدر ورزق من الصبر وأورع من الشكّ، انتهى] (٣).

قوله: "ومن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، ومن تقرب إلي ذراعا تقربت به باعا"، [الحديث، هذا الحديث من أحاديث الصفات ويستحيل إرادة ظاهره، ومعناه من تقرب إلي بطاعتي تقربت إليه برحمتي. و] الباع والبوع [بضم الباء


(١) أخرجه الثعلبي في تفسير الثعلبي (٣/ ٣٧٢) عن الحسن مرسلا انظر: تخريج الأحاديث والآثار (١/ ٣٥١)، (٣/ ٥٠).
(٢) سورة العنكبوت، الآية: ٥٦.
(٣) سقطت هذه الفقرة من الأصل، وأثبتت من النسخة الهندية.