للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

السيئة بنحو هذا الكلام المبارك تمحها إن شاء الله تعالى فإن كانت السيئة صغيرة كفاها الحسنة اليسيرة والذكر اليسير وإن كانت السيئة كبيرة فأكثِر مما يمحوها من ذلك والله أعلم. قوله: "وخالق الناس بخلق حسن" هذا من خصال التقوى، ولا تتم التقوى إلا به وإنما أفرده بالذكر للحاجة إلى بيانه فإن كثيرا من الناس يظن أن التقوى هي القيام بحق الله دون حقوق عباده فنص له بالأمر بإحسان العشرة للناس فإن معاذا كان بعثه النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن معلِّما لهم ومفقها وقاضيا ومن كان كذلك فإنه [يحتاج] إلى مخالقة الناس بخلق حسن [مما] لا يحتاج إليه غيره ممن لا حاجة للناس به؛ والجمع بين القيام بحقوق الله وحقوق عباده عزيز جدا لا يقوى عليه إلا الكُمَّل من الأنبياء والصديقين، ذكره ابن رجب (١).

٤٧٨١ - وعن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: قلت يا رسول الله: أوصني. قال: إذا عملت سيئة، فأتبعها حسنة تمحها. قال: قلت: يا رسول الله أمن الحسنات لا إله إلا الله؟ قال: هي أفضل الحسنات. رواه أحمد (٢) عن شمر بن عطية عن


(١) جامع العلوم والحكم (١/ ٤٥٤).
(٢) مسند أحمد (٢١٤٨٧)، وفي الزهد (٢٧)، وأخرجه هناد في الزهد (١٠٧١)، والطبري التفسير (٨/ ٨١)، وابن أبي حاتم (٥٧٢ و ١٢١٥)، والطبراني في الدعاء (١٤٩٨: ١٥٠١)، والحاكم (١/ ٥٤)، وأبو نعيم في الحلية (٤/ ٢١٧)، والبيهقي في الأسماء والصفات (١/ ١٨٢)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (١٠/ ٨١) رواه أحمد، ورجاله ثقات، إلا أن شمر بن عطية حدث به عن أشياخه، عن أبي ذر، ولم يسم أحدا منهم. قوله: (وعن أبي الدرداء) إنما هو أبو ذر انظر: إتحاف المهرة (١٧٦٨٣) إطراف المسند =