للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ولا تسألن أحدا شيئا، وإن سقط سوطك، ولا تقبض أمانة.

قوله: "وعن أبي ذر ومعاذ بن جبل" تقدم الكلام عليهما - رضي الله عنهما -. قوله - صلى الله عليه وسلم -: "اتق الله حيث ما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها" الحديث، قال بعض السلف لمن ودعه للحج: أوصيك بما وصى به النبي - صلى الله عليه وسلم - معاذا حين ودعه: اتق الله حيث ما كنت، الحديث. وهذه وصية جامعة [لخصال] البر كلها، لأبي الدرداء [شعر]:

يريد المرء أن يؤتى مناه ... ويأبى الله إلا ما أرادا

يقول المرء فائدتي ومالي ... وتقوى الله أفضل ما استفادا

قاله ابن رجب (١).

قوله: "وأتبع السيئة الحسنة تمحها"، ظاهر الحديث أن السيئات تمحى بالحسنات وأن السيئة تمحى من صحف الملائكة بالحسنة إذا عملها بعدها، قال عطية العوفي: بلغني أن من بكى على خطيئته محيت عنه وكتبت له حسنة فإن الإنسان إذا أتى بسيئة بقلبه أو لسانه أو جارحته أتبعها بحسنة من صلاة ركعتين أو صدقة وإن قلت أو ذكر الله عز وجل ولو أن يقول سبحان الله وبحمده فإنه أحب الكلام إلى الله عز وجل، والحمد لله تملأ الميزان، وفي الصحيح (٢): كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده [سبحان الله العظيم]، فلا تعجزن عن إتباع


(١) لطائف المعارف لابن رجب (ص: ٢٣٥).
(٢) صحيح البخاري (٦٤٠٦ - ٦٦٨٢)، وصحيح مسلم (٣١) (٢٦٩٤).