وَمِنْهَا شَيخنَا الامام شيخ الاسلام مُجْتَهد الْعَصْر نادره الْوَقْت فَقِيه الدُّنْيَا سراج الدّين خَاتِمَة الْمُجْتَهدين أَبُو حَفْص عمر بن رسْلَان بن أبي المظفر نصير بن أبي التقى صَالح وَهُوَ أول من سكن بلقين بن حمد بن مُحَمَّدًا ابْن عبد الْحق بن مُسَافر الْكِنَانِي البُلْقِينِيّ امام الْأَئِمَّة وعالم الامة ولد فِي شعْبَان أَربع وَعشْرين وَسَبْعمائة وَتُوفِّي سنة خمس وَثَمَانمِائَة حدث عَن طَائِفَة من الشُّيُوخ سَمَاعا وَعَن آخَرين إجَازَة مِنْهُم مَا قَالَ فِي أَرْبَعِينَ حَدِيثا خرجت لَهُ فَحدث بهَا قَالَ انبانا الشَّيْخ الإِمَام الْمسند الثِّقَة أَبُو الْفرج عبد الرَّحْمَن بن الامام شهَاب الدّين عبد الْحَلِيم ابْن شيخ الْإِسْلَام أبي البركات عبد السَّلَام بن عبد الله ابْن أبي الْقَاسِم ابْن تَيْمِية الْحَرَّانِي إجَازَة من دمشق وَأَجَازَ لي آخَرُونَ قَالُوا انبأنا احْمَد بن عبد الدَّائِم ثمَّ حول الْمسند وَوَصله وَمَا قبله الى الْحسن بن عَرَفَة فروى من جزئه حَدِيثا وَقَالَ عقيبة شَيخنَا هَذَا ولد بحران سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم وَمن ابْن أبي الْيُسْر وَابْن أبي عمر وَالْفَخْر عَليّ وَجَمَاعَة يزِيدُونَ على الْمِائَة وَكَانَ عَالما فَاضلا دينا ثِقَة وَتفرد وَعلا سَنَده وَعمر وَحدث بالكثير توفّي لَيْلَة الْخَمِيس ثَالِث ذِي الْقعدَة سنة سبع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَهُوَ أَخُو الشَّيْخ تَقِيّ الدّين الإِمَام رحمهمَا الله تَعَالَى انْتهى وَلما قدم شَيخنَا شيخ الْإِسْلَام البُلْقِينِيّ رَحْمَة الله عَلَيْهِ دمشق مَعَ السُّلْطَان الْملك الظَّاهِر أبي سعيد والقى الدُّرُوس بمحراب الْحَنَفِيَّة من جَامع دمشق ذكر فِي بعض دروسه مَسْأَلَة لم يرهَا لغيره فاستطرد وَحكى فِيمَا ذكره لي بعض من كَانَ حَاضرا من الْأَئِمَّة قَالَ سمعته يَقُول كَانَ شيخ الْإِسْلَام ابْن تَيْمِية مرّة يلقِي درسا فَذكر مَسْأَلَة قَالَ عَنْهَا هَذِه مَسْأَلَة لَيست فِي كتاب فَقَالَ بعض من كَانَ يناوئه وَلم يسمه هَذِه فِي الف كتاب فَكَانَ شيخ الاسلام ابْن تَيْمِية اذا عرضت تِلْكَ المسأله فِي دروسه يَقُول هَذِه لَيست فِي كتاب ثمَّ يَقُول وَقَالَ الْكذَّاب هَذِه فِي الف كتاب