وَمِنْهُم الشَّيْخ الْعَالم الْفَقِيه الْفَاضِل الْمُحدث سراج الدّين أَبُو حَفْص عمر ابْن عَليّ بن مُوسَى بن الْخَلِيل الْبَغْدَادِيّ الازجي الْبَزَّار ولد سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة تَقْرِيبًا سمع بِبَغْدَاد من عبد الله بن عبد الْمُؤمن الوَاسِطِيّ وتلا عَلَيْهِ الْقُرْآن بِحرف أبي عَمْرو بن الْعَلَاء وَسمع من أسماعيل بن الطبال وَمُحَمّد بن عبد المحسن بن عبد الْغفار ابْن الدواليبي وَعلي بن أبي الْقَاسِم عبد الله بن عمر ابْن أبي الْقَاسِم وَغَيرهم ورحل الى دمشق فَقَرَأَ على الحجار صَحِيح البُخَارِيّ بمدرسة شرف الْإِسْلَام ابْن الْحَنْبَلِيّ بِدِمَشْق وحضره خلق مِنْهُم الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية وَصَحبه وَأخذ عَنهُ وَكَانَ بِدِمَشْق مُقيما بالضيائية من سفح قاسيون وَله مصنفات فِي الحَدِيث وَالْفِقْه وَالرَّقَائِق وَكَانَ ذَا عبَادَة وتهجد رَجَعَ فِي آخر عمره الى بَغْدَاد ثمَّ توجه مِنْهَا الى الْحَج فِي سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة فَلَمَّا وصل الى حاجر توفّي بهَا صَبِيحَة يَوْم الثُّلَاثَاء الْحَادِي وَالْعِشْرين من ذِي الْقعدَة سنة تسع الْمَذْكُورَة بالطاعون وَمَات مَعَه كَذَلِك نَحْو من خمسين رجلا فَدفن الْجَمِيع بحاجر رَحِمهم الله تَعَالَى كَانَ سراج الدّين الْمَذْكُور للشَّيْخ تَقِيّ الدّين مُعظما وبشيخ الاسلام لَهُ مترجما وَجمع لَهُ تَرْجَمَة مُفْردَة سَمَّاهَا الْأَعْلَام الْعلية فِي مَنَاقِب الإِمَام ابْن تَيْمِية وَمِمَّا ذكره فِيهَا قَالَ حَدثنِي غير وَاحِد من الْعلمَاء الْفُضَلَاء من أَصْحَاب الْأَئِمَّة النبلاء الَّذين خَاضُوا فِي اقوال الْمُتَكَلِّمين ليسترجعوا مِنْهَا الصَّوَاب ويميزوا بَين القشر واللباب ان كلا مِنْهُم لم يزل حائرا فِي تجاذب أَقْوَال الْأُصُولِيِّينَ ومعقولاتهم وانه لم يسْتَقرّ فِي قلبه مِنْهَا قَول وَلم يبن لَهُ من مضمونها حق بل رَآهَا كلهَا موقعة فِي الْحيرَة والتضليل وانه كَانَ خَائفًا على نَفسه من الْوُقُوع بِسَبَبِهَا فِي التشكيك والتعطيل حَتَّى من الله تَعَالَى