وَمِنْهُم الشَّيْخ الامام حَافظ الاسلام مُحدث الاعلام الحبر النَّبِيل استاذ أَئِمَّة الْجرْح وَالتَّعْدِيل شيخ الْمُحدثين جمال الدّين أَبُو الْحجَّاج يُوسُف بن الزكي عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن عبد الْملك بن يُوسُف بن عَليّ بن أبي الزهر الْقُضَاعِي ثمَّ الْكَلْبِيّ الْحلَبِي الدِّمَشْقِي ثمَّ الْمزي الشَّافِعِي ولد بِظَاهِر حلب سنة أَربع وَخمسين وسِتمِائَة وَنَشَأ بالمزة وَسمع الْكثير من الْكتب الطوَال والقصار والاجزاء الْكِبَار وَغير الْكِبَار ورحل الى عدَّة من الامصار والف كتاب التَّهْذِيب وصنف كتاب الاطراف وَخرج لغير وَاحِد التخاريج المطولة واللطاف وَكَانَ غزير الْعلم ثِقَة حجَّة حسن الاخلاق صَادِق اللهجة ترافق هُوَ وَابْن تَيْمِية شيخ الاسلام فِي السماع وَالنَّظَر فِي عُلُوم مَعَ عدَّة من الاعلام وَله عمل كثير فِي الْمَعْقُول لَكِن مَعَ خشيَة وسلامة عقيدة وَحسن اسلام توفّي رَحمَه الله فِي يَوْم السبت قبل وَقت الْعَصْر ثَانِي عشر صفر سنة اثْنَتَيْنِ واربعين وَسَبْعمائة وَصلي عَلَيْهِ بكرَة يَوْم الاحد وَدفن بمقبرة الصُّوفِيَّة جوَار قبر الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة وَهُوَ الَّذِي قَالَ فِيهِ الامام الْعَالم أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن موصلي الطرابلسي الشَّافِعِي لما قدم الْحَج سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة ... مَا زلت أسمع عَن إحسانكم خَبرا ... الْفضل يسْندهُ عَنْكُم وَيَرْفَعهُ
حَتَّى الْتَقَيْنَا فشاهدت الَّذِي سَمِعت ... أُذُنِي وأضعف مَا قد كنت أسمعهُ ...
وصنف فِيهِ الْحَافِظ الْعَلامَة أَبُو سعيد العلائي مصنفا سَمَّاهُ سلوان التعزي بِالْحَافِظِ أبي الْحجَّاج الْمزي حَدثنَا عَنهُ غير وَاحِد من الشُّيُوخ فانبؤنا عَنهُ أَنه قَالَ عَن شيخ الاسلام أبي الْعَبَّاس ابْن تَيْمِية مَا رَأَيْت مثله وَلَا رأى هُوَ مثل