وَمِنْهُم الشَّيْخ الامام الْعَلامَة الْحَافِظ عماد الدّين ثِقَة الْمُحدثين عُمْدَة المؤرخين علم الْمُفَسّرين ابو الْفِدَاء اسماعيل ابْن الشَّيْخ الْعَالم الْخَطِيب أبي حَفْص عمر بن كثير بن ضوء بن كثير بن ضوء بن ذرع الْقرشِي الْبَصْرِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي ولد فِي سنة إِحْدَى وَسَبْعمائة بمجيدل الْقرْيَة من عمل بصرى اذ كَانَ أَبوهُ خَطِيبًا بهَا وَتُوفِّي سنة أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة وَكَانَت جنَازَته حافلة مَشْهُودَة وَدفن بِوَصِيَّة مِنْهُ فِي تربة شيخ الاسلام ابْن تَيْمِية بمقبرة للصوفية خَارج بَاب النَّصْر من دمشق لَهُ عدَّة مصنفات مِنْهَا تَفْسِير الْقُرْآن الْعَظِيم وَكتاب التَّارِيخ الْكَبِير الْمُسَمّى بالبداية وَالنِّهَايَة وَله جَامع المسانيد وَغير ذَلِك من الْفَوَائِد وَلَقَد ترْجم الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بشيخ الاسلام مرَارًا لَا تحصى مِنْهَا قَوْله فِي التَّارِيخ ثمَّ دخلت سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة فِي ذِي الْقعدَة مِنْهَا كَانَت وَفَاة شيخ الاسلام أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن تَيْمِية قدس الله روحه وَقَالَ وَقد اتّفق مَوته فِي سحر لَيْلَة الِاثْنَيْنِ الْمَذْكُورَة يَعْنِي الْعشْرين من ذِي الْقعدَة قَالَ فَذكر ذَلِك مُؤذن القلعة على المنارة وَتكلم بهَا الحراس على الأبرجة فَمَا أصبح النَّاس الا وَقد تسامعوا بِهَذَا الْخطب الْعَظِيم والامر الجسيم فبادر النَّاس على الْفَوْر الى الِاجْتِمَاع حول القلعة من كل مَكَان أمكنهم الْمَجِيء مِنْهُ حَتَّى من الغوطة والمرج وَلم يطْبخ أهل الاسواق شَيْئا وَلَا فتحُوا كثيرا من الدكاكين الَّتِي من شَأْنهَا أَن تفتح أَوَائِل النَّهَار على الْعَادة وَكَانَ نَائِب السلطنة تنكز قد ذهب