الْبَابُ الثَّانِي فِيمَا اتَّفَقَ عَلَيْهِ الْعَقْلُ وَالنَّقْلُ مِنْ أَنَّ الدُّنْيَا دَارُ بَلاءٍ فَيَنْبَغِي أَنْ لَا يُنْكِرَ فِيهَا وُقُوعَ الْبَلاءِ
مَنِ اسْتَخْبَرَ الْعَقْلَ وَالنَّقْلَ عَنْ وَضْعِ الدُّنْيَا أَخْبَرَاهُ أَنَّهَا مَارَسْتَانُ بَلاءٍ فَلا يُنْكِرُ وُقُوعَ الْبَلاءِ بِهَا وَلَيْسَ فِيهَا لَذَّةٌ عَلَى الْحَقِيقَةِ إِنِّمَا لَذَّتُهَا رَاحَةٌ مِنْ مُؤْلِمٍ وَإِنَّمَا الْمُرَادُ مِنَ الأَكْلِ إِقَامَةٌ خَلْفَ الْمُتَحَلَّلِ ثُمَّ كَمْ فِيهِ مِنْ مَحْذُورٍ فَإِنِّ الإِكْثَارَ يُوجِبُ التُّخَمَةَ وَمِنَ الْمَطَاعِمِ مُؤَدٍّ بِالإِسْهَالِ أَوْ بِالإِمْسَاكِ وَمِنْهَا مَا يُقَوِّي بَعْضَ الأَخْلاطِ وَإِنَّمَا جُعِلَتِ اللَّذَّةُ فِي التَّنَاوُل كالبرطيل
وَكَذَلِكَ الوطأ فَإِنَّ الْمُرَادَ مِنْهُ إِقَامَةُ الْخَلَفِ وَكَمْ فِي ضِمْنِهِ مِنْ أَذًى أَقَلُّهُ قِلَّةُ الْقُوَى وَتَعَبُ الْكَسْبِ ومقاسات أَخْلاقِ الْمُعَامَلَةِ
وَمَتَى حَصَلَ مَحْبُوبٌ كَأَنَّ نَغَصَهُ تُرْبِي عَلَى لَذَّاتِهِ وَيَا سُرْعَانَ ذِهَابُهُ مَعَ قُبْحِ مَا يَجْنِي وَأَقَلُّ آفَاتِهِ الْفِرَاقُ الَّذِي يَنْكُبُ الْفُؤَادَ وَيُذِيبُ الأَجْسَادَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute