منن الدلائل والعلائم والبينات والدلالات ما يحملهم على وحدانيته ويدلهم على فردانيته من غير علم المعرفة فأخرج الألف دالاً بصفاته عليه من غير لام كالنكرة وليست بنكرة إنما هي معرفة بلا علم ليكون معرفته به وإقرارهم به غيباً كما دعاهم إليه غيباً فيمدحهم ويثني عليهم ويباهي بهم خلقه الآخرين، وقال:(الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب) .ل والعلائم والبينات والدلالات ما يحملهم على وحدانيته ويدلهم على فردانيته من غير علم المعرفة فأخرج الألف دالاً بصفاته عليه من غير لام كالنكرة وليست بنكرة إنما هي معرفة بلا علم ليكون معرفته به وإقرارهم به غيباً كما دعاهم إليه غيباً فيمدحهم ويثني عليهم ويباهي بهم خلقه الآخرين، وقال:(الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب) .
فقال له قائل، فقوله:"هو آية كلمة هي وما في حشوها فإني أسمع الله يشهد وملائكته وأُولي العلم على أنه هو وقال في سورة الإخلاص قل يا محمد (هو الله أحد) "، وقال في آخر الحشر (هو الله الذي لا إله إلا هو) ثم قال في موضع آخر: (فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك) وقال في آية أخرى: (لا إله إلا أنا فاعبدوني) ، قال هيهات هيهات أن يكون لهذا العلم في إهابك مساغ، فإن هذا علم جليل دقيق، ولكن سنذكر منه شيئاً لتستدل به على ما تريد قوله هو، فإن هو كلمة محشوة في صفاته الإلهية والفردية والجلالة والملك والعزة والقدرة والسلطان والجبروت وهو حرفان هاء، وواو، فالهاء منها الهداية، إن الله وهو الهادي، والواو الوله لأن الوله لا يجوز ولا يستحق إلا الله فمستقر جميع الصفات الآتية والأسماء الرفيقة في الهاء، والواصف لها، والدليل مما فيه الخلق والمشير إليها والمعبر عنها، والمؤدي عن معناها بكنهة الألف لا ترى أنه لما قال:(قل هو) ، لم يَدُل على صفاته حتى قال: الله، فأبرز الألف، ثم قال:(أحد) ثم قال: (الله) ، فأبرز الألف، ثم قال:(الصمد) ، فأبرز الألف قبل الصفات أولا ترى إلى قوله:(هو الله الذي لا إله إلا هو) ، فسكت ثم قال:(الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر) ، ثم قال:(هو الله الخالق البارئ) ، لم يكتفي بهو في تلك المواضع حتى ذكر بعده الله، ثم وصف فهو كلمة لا ينطبق بما فيها ولا تدل ولا تشير ولا تصف وهو محشو بها، فالألف المعبر عنها بما فيها وهي في الكتابة حرف الألف لا تظهر ألاَّ عند القراءة والتهجي، وأما الواو الذي يتلوه فهو الاسم وله الخلق إليه وإلهية الملك بوحدانيته، فالرب تعالى لما دعا الخلق إليه في المقادير ووصف نفسه وصف بهو لأن فيه علم الغيب، ودعاهم إليه به، فقال:(شهد الله أنه لا إله إلا هو) ، ولما دعاهم إليه يوم الميثاق دعاهم إليَّ أنا فقال:(لا إله إلاّ أنا فاعبدون) ، هذا إقرار ومر أن يعبدوه في الجملة ولما دعاهم إلى عبادته ودعاته دعاهم إلى اسمه الله فقال:(فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك) ، وقال:(إنني أنا الله لا إله إلاَّ أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري) ، فقوله:(هو) ، اسم لا ينطبق ولا يدل، وقوله:(أنا) ؛ اسم مضمر فيه اسمه الله، وقوله: الله؛ اسم واضح دال الوصف. قيل له: اسمه إبليس، أوله ألف وتاليه الباء، ما معناه، قال: ذاك ليس من هذا المعنى في شيء ذاك اسم سماه الله به يوم أبى عليه بالسجود لآدم عليه السلام أخرجه من فعله، وأما اسمه الذي هو اسمه فهو غزازيل فهذا اسم الخلق في البدأ، وذاك اسم سماه الله به من فعله الذي بدا منه.
[فأما تفسير اسمه عزازيل]
فإن العزاز العبد، والآيل الرب، والعزاز مأخوذ من العزة، وذلك أنه خلق من نار العزة، والعزة ثلاثة أحرف، والعزاز: أربعة أحرف وكل حرف منها يدل على فعله إذ كانت الأسماء تدل على الأفعال، وهو العين والزاي والألف والزاي الآخر فمن العين خرج علوه ومن الزاي خرج زهوه ومن الألف خرج إباءه واستكباره وأما الزاي الآخر فهو ركن الكلام وعقبة لإتمام القالب في العربية كقوله: الرحمن، وسبحان وأما المبتغى منه السبح والرحم، وأما أن منهما فهو القالب على مجرى فعلان فهذا تفسير اسمه عزازيل.