فقال آدم صلى الله عليه سلطت علي عدوك وأيدته بقوتك فكيف أقواه، قال أحفك بملائكتي، قال: زدني، قال: لا آخذك بالخطأ والنسيان، قال: زدني، قال: لا أكتب عليك نية السيئة، قال: زدني، قال: فإن لم تعملها جعلتها حسنة، قال: زدني، قال: أكتب لك ما نويت، قال: زدني، قال: إذا عملتها كتبت بعشر أمثالها، قال: زدني، قال أزيدها سبعمائة، قال: زدني، قال: إلى أضعاف، قال: زدني، قال: إذا عملت سيئة لم تكتب عليك إلى سبع ساعات، قال: زدني، قال: رحمتي سبقت غضبي، قال: يا رب يغلبني بجنده وخيله، قال: لا يولد لك إلا وكلت به من يحفظه، وذلك قوله تعالى:(له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله) ، قال: زدني، قال: التوبة مبسوطة إن تبت أو تاب أحد من ولدك إلى سنة قبلت، وقال: زدني، قال: أرسل عليك رسلي، قال: زدني، قال: وأؤيدك بالصدق ما لم تفارقه لن يغلبك، قال: زدني، قال: أعلمك كلامي، قال: زدني، قال: جعلت الآذان وارثه لك في ولدك، قال: زدني، قال: اتخذ لك مسجداً تزورني فيه، قال: زدني، قال: جعلت ذكري شرابا لك، قال: فما جنودي، قال: مائة خلق رأسهم وقائدهم العقل، قال: ما العقل؟ وما الجنود؟ قال: العقل ملك الملك وهو المعرفة وقائد العقل ومعدنه في الدماغ ومسكنه في الصدر وسلطانه في جميع الجسد وله مائة أعوان كل عون على أمر.
[باب سؤال إبليس المدد]
[وإله الحرب والجنود والأعوان على آدم عليه السلام]
ثم تقدم عدوّ الله إبليس، فقال سلطت آدم عليَّ بعد ما جعلتني مذموما مدحوراً وأشقيتني في جنبه وسلبتني خلعة الكرامة ولباس الملائكة من أجله وأعطيته إله الحرب والجنود ونصرته وقويته وقضيت الحرب بيني وبينه فما آلتي؟ وما جنودي؟ قال: ما تشاء، قال: أعطيته الكتب فما كتابي؟ قال: قال كتابك الوشم، قال: فما رسلي؟ قال: الكهنة، قال: فما حديثي؟ قال: الكذب، قال: فما قرآني؟ قال: الشعر، قال: فما مؤذني؟ قال: الغناء والمزمار، قال: فما مسجدي؟ قال: السوق، قال: فما بيتي؟ قال: الحمام والكنائس، قال فما طعامي؟ قال: ما لم يذكر عليه اسمي، قال: فما شرابي؟ قال: كل مسكر، قال: فما مصائدي؟ قال: النساء، قال: فما سلاحي؟ قال: النساء، قال: أعطيته جنوداً، فما جنودي؟ قال: من مائة خلق من أخلاق السوء، والهوى مليكهم ضد كل خلق من أخلاق آدم صلى الله عليه، قال فرضي اللعين.