الحلول على بساطة مرضاة الله والتناول من ولائم الله والشرب من كأس محبته. ول على بساطة مرضاة الله والتناول من ولائم الله والشرب من كأس محبته.
[باب تفسير لباس المعرفة]
ملك قد ملكه الله وأحله موضعاً من أشرف النفس وأضرفه وأعلاه وله لباس من الجمال ولباس من الجلال، ولباس من السلطان، ولباس من العظمة، ولباس من الهيبة، ولباس من الجود، ولباس من المجد، ولباس من الكرم، ولباس من الرحمة، ولباس من الرأفة، ولباس من العطف، ولباس من الشفقة، ولباس من الجبروت، ولباس من الملكوت وعليه تاج من الإلوهية قد سطع نوره إلى ذي العرش المجيد، وله شأن أغور من هذا ننبه أفهام العوام من عجائبه، فقد كتمناه خوفاً من ولوج الوسواس على أعين قلوبهم والفتتان بها لكنه علم جليل.
[باب تفسير حجبه]
وبين يديه حجب من العدل والحق والعظمة والهيبة والسلطان وحجب من النور وحجب من الرحمة وحجب من الكبرياء.
[باب صفة العقل]
وأما صفة العقل فإن الله تعالى خلق العقل من نور الهيبة وهو ثلاثة أحرف من الكتاب: عين وقاف ولام، فللعين خمسة معاني: من العزة والعظمة والعلو والعلم والعطاء، فهذا تفسير معنى العين، ولكل حرف منه جوهر فوضع من كل جوهر فيه، فقولك عين فيه العظمة والعزة والعلو والعلم والعطاء، وأما القاف فلها خمسة معاني فالقاف من القربة والقول والقرار والقوام والقدرة، فإن قلت: عق دخل فيه العين والقاف، ومعاني العين ومعاني القاف، وأما اللام من اللطف، واللطف من الرحمة، والرحمة من العطف، والعطف من الشفقة، والشفقة من الشوق، والشوق من الحب، والحب: حرفان؛ حاء وباء، فالحاء من الحياة والحياء والحلم والحكمة، فإذا قلت حاء دلل هذا الحاء على أن فيه الحياء والحياة والحلم والحكمة، وأما الباء فمن البر والبهاء، فبحاء الحياة أحيا جسده، وبحاء الحب أحيا قلبه حتى عرفه، وباء البرّ برّه بنعم الحياة، وبباء البهاء باهى به عند الملائكة فالعقل خلّق فيه ما وصفنا تخرج حروف خلقته هذه المعاني، ثم هو في صورته أحسن الخلق وأزينه، ثم في لباسه أحسن الألبسة وأشرفها، وحشاه بأنوار الوحدانية والفردية والكبرياء، وكساه بكساء من نور الجمال ونور البهاء ونور الجلال ونور الحسن ونور العظمة ونور الهيبة فلما فرغ من خلقه قال له:"أقبل فأقبل" ثم قال له "أدبر فأدبر"، ثم قال:"أقعد فقعد"، فقال:"بعزّتي ما خلقت خلقاً أحسن منك ولا أجمل منك ولا أشرف منك ولا أنبل منك خلقتك من نور وحشوتك بالنور وكسوتك بالنور وقربتك بالنور وأمدك بالنور وأسكنتك معدن النور فأنا النور ومعرفتي نور وكلامي نور وأنت من نور النور والبستك نور وحشوتك في النور وأسكنتك في النور فأنت نور على نور أهدي لنوري من أشاء من عبادي"، ثم قال له من أنا قال: أنت الله لا إله إلاَّ أنت، قال: فقال الربّ: بك أطاع وبك أشكر وبك أعطي ولك الثواب وعليك الحساب؛ حدثنا بذلك فهذه صفة العقل.