للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كَافَأْتُمُوهُ». (١)

وقال الله تعالى: {هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} [الرحمن: ٦٠]، قال ابن عبَّاس رضي الله عنهما: «نزلتْ هذه الآيةُ في المسلم والكافر». (٢)

وعن ابن الحنفيَّة (٣) في هذه الآية، قال: «هي مسجَّلةٌ للبَرِّ والفاجر». (٤)

ورسولُنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - هو الأُسوة والقدوة لنا في هذا، فقد كان عمُّه أبا طالبٍ يُجيره ويحميه، ويَحوطُه وينصره، ويقوم في صفِّه، ويُحبُّه حبًّا شديدًا، لكنَّه لم يُسْلِمْ، فلمَّا حضرته الوفاةُ جاءه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، يدفعُه حرصه على إيمانه ليكون في الآخرة من الفائزين، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «يا عمُّ! قل: لا إله إلا الله، كلمةً أشهدُ لك بها عند الله».

فقال أبو جهلٍ وعبدُ الله بن أبي أمية: يا أبا طالب! أترغبُ عن ملَّة عبد المطلب؟

فلم يزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعرِضُها عليه، ويعودان له بتلك المقالة، حتَّى قال آخر ما قال: هو على ملَّة عبد المطلب! وأبَى أن يقول: لا إله إلا الله.


(١) أخرجه أحمد في «المسند» (٢/ ٦٨:٥٣٦٥)، والبخاري في «الأدب المفرد» (٢١٦)، وأبو داود في «السنن» (١٦٧٢)، والنسائي في «المجتبى» (٥/ ٨٢)، وفي «الكبرى» (٢٣٥٩)، وابن حبَّان في «الصحيح» (٣٤٠٨) من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. وصححه النوويُّ في «رياض الصالحين» (١٧٢٣)، والألباني في «سلسلة الأحاديث الصحيحة» (٢٥٤).
(٢) أخرجه ابن مردويه كما في «الدُّر المنثور» [الرحمن: ٦٠].
(٣) هو محمد بن علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي، من كبار التابعين، كان عالمًا فاضلاً. توفي بعد سنة (٨٠/ ٦٩٩) بالمدينة النبوية. مترجم في «سير أعلام النبلاء» (٤/ ١١٠:٣٦).
(٤) أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (١٣٠)، وقال الألباني في «صحيح الأدب المفرد» (٩٧): «حسن الإسناد».

<<  <   >  >>