للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمراد به من له عهد مع المسلمين، سواء كان بعقدِ جزيةٍ، أو هدنةٍ من سلطان، أو أمانٍ من مسلم، وكأنه أشار بالترجمة هنا إلى روايةٍ للحديث بلفظ: «من قتل قتيلاً من أهل الذِّمَّةِ».». (١)

وفي هذه الأحاديث تعظيم الجناية على الكافر المعاهَد بالقتل، وهذا الوعيد الشديد يدلُّ على أنَّه من كبائر الذنوب، ولا فرق ـ من هذه الجهة ـ بين المسلم أو غير المسلم بغير حقٍّ، لهذا عدَّ ابنُ حجر الهيتَميُّ (٢) من الكبائر: «قتل المسلم أو الذميِّ المعصوم؛ عمدًا أو شبه عمدٍ». ثُمَّ ساقَ الآياتِ والأحاديثَ العامَّةَ في التَّرْهيبِ من القتل وتعظيم الدماء (٣)، فكلُّ ما ورد في ذلك يشمل قاتل غير المسلم بغير حقٍّ.


(١) «فتح الباري» (١٢/ ٣٢٣:٦٩١٤). والرواية المشار إليها تقدمت في حديث ابن عمرو رضي الله عنه.
(٢) أحمد بن محمد بن علي بن حجر الهيتمي (ت: ٩٧٤/ ١٥٦٧): فقيه شافعي، اشتهر بكثرة مؤلفاته، منها: «الصواعق المحرقة على أهل البدع والضلال والزندقة» و «تحفة المحتاج بشرح المنهاج» و «الفتاوى». مترجم في «الأعلام» (١/ ٢٣٤).
(٣) «الزواجر عن اقتراف الكبائر» (الكبيرة: ٣١٣).

<<  <   >  >>