وَثَالِثهَا يقدم الظّرْف وَالْمَجْرُور دون الْمَفْعُول وَهُوَ رَأْي ابْن مَالك وَاسْتدلَّ بقوله تَعَالَى: {عَمَّا قَلِيل ليصبحن نادمين} [الْمُؤْمِنُونَ: ٤٠] وَيَقَع الْقسم بَين منفيين توكيدا لنفي الْمَحْلُوف عَلَيْهِ كَقَوْلِه: ١١٩٦ -
(أَخِلَاّي لَا تَنْسوا مَواثيق بَيْنَنا ... فإنّيَ لَا وَالله مَا زلْتُ ذاكِرا)
وَقد يُغني النَّفْي السَّابِق عَن النَّفْي الْمُبَاشر للجواب كَقَوْلِه: ١١٩٧ -
(فَلَا واللهِ نادَى الحيُّ ضَيْفِي ... )
أَي مَا نَادَى ويغني عَنهُ أَي عَن الْقسم بِأَن يحذف الْجَواب لدَلِيل يدل عَلَيْهِ وَقيل وَعَلِيهِ ابْن مَالك إِن وَقع بعد لقد نَحْو {وَلَقَد صدقكُم الله وعده} [آل عمرَان: ١٥٢] أَو لَئِن نَحْو: {لَئِن أخرجُوا لَا يخرجُون مَعَهم} [الْحَشْر: ١٢] أَو مصاحبا لإما مَفْتُوحَة ونونا للتوكيد نَحْو: {لأُغَذَّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيدا} [النَّمْل: ٢١] وَقيل وَعَلِيهِ أَبُو حَيَّان إِن كَانَ الْجَواب بِاللَّامِ أَو إِن الْمُشَدّدَة فَإِن كَانَ بِغَيْرِهِمَا ك (مَا) وَلَا وَإِن فَلَا (و) يُغني عَن الْجَواب بِحَذْف معموله نَحْو {والنازعات} [النازعات: ١] إِلَى قَوْله: {يَوْم ترجف الراجفة} [النازعات: ٦] أَي ليبْعَثن وَقسم مَسْبُوق بِحرف جَوَاب نَحْو: {أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بلَى وربنا} [الْأَحْقَاف: ٣٤] وقولك لمن قَالَ أتفعل كَذَا أَي وَالله أَو نعم وَالله أَو أجل وَالله
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute