(وَلَو قيل الْعَامِل فِي الْكل الْمَتْبُوع لَكَانَ لَهُ شَوَاهِد) تؤيده مِنْهَا قَوْلهم إِن الْمُبْتَدَأ عَامل فِي الْخَبَر والمضاف عَامل فِي الْمُضَاف إِلَيْهِ وَلم أر أحد قَالَ بذلك هُنَا (وَيجوز فصلها) أَي التوابع (من الْمَتْبُوع بِغَيْر مباين مَحْض) كمعمول الْوَصْف نَحْو: {ذَلِك حشر علينا يسير} [ق: ٤٤] والموصوف نَحْو: {سُبْحَانَ الله عَمَّا يصفونَ عَالم الْغَيْب} [الْمُؤْمِنُونَ: ٩١، ٩٢] وَالْعَامِل فِيهِ نَحْو أزيدا ضربت الْقَائِم والمفسر نَحْو: {إِنِ امرُؤٌ اهَلَكَ لَيسَ لَهُ وَلَدٌ} [النِّسَاء: ١٧٦] والمبتدأ الَّذِي خَبره فِي مُتَعَلق الْمَوْصُوف نَحْو: {أَفِي الله شكّ فاطر السَّمَاوَات وَالْأَرْض} [إِبْرَاهِيم: ١٠] وَالْخَبَر نَحْو: زيد قَائِم الْعَاقِل وَجَوَاب الْقسم نَحْو: {بلَى وربي لتأتينكم عَالم الْغَيْب} [سبأ: ٣] والاعتراض نَحْو: {وَإنَّهُ لقسم لَو تعلمُونَ عَظِيم} [الْوَاقِعَة: ٧٦] وَالِاسْتِثْنَاء نَحْو مَا جَاءَنِي أحد إِلَّا زيدا خير مِنْك وَمن الْفَصْل بَين التَّأْكِيد والمؤكد:: {وَلَا يحزَنَّ وَيَرضَينَ بِمَاءَاتَيتَهُنَّ كُلُّهُنَّ} [الْأَحْزَاب: ٥١] وَمن الْعَطف والمعطوف {وَامسَحُوا بِرُءُوسِكُم وَأَرجُلَكُمْ} [الْمَائِدَة: ٦] بَين (الْأَيْدِي) والأرجل وَحسن ذَلِك أَن الْمَجْمُوع عمل وَاحِد وَقصد الْإِعْلَام بترتيبه وَبَين الْبَدَل والمبدل مِنْهُ: {قُم اللَّيْل إِلَّا قَلِيلا نصفه} [المزمل: ٢، ٣] وَلَا يجوز الْفَصْل بمباين مَحْض أَي أَجْنَبِي بِالْكُلِّيَّةِ من التَّابِع والمتبوع فَلَا يُقَال مَرَرْت بِرَجُل على فرس عَاقل أبلق وشذ قَوْله:
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute