الرَّابِع التعطف نَحْو يَا أخي يَا حَبِيبِي الْخَامِس التَّعْظِيم أثْبته الْكُوفِيُّونَ وَاسْتَدَلُّوا بقوله: ١٧٧٩ -
(وكُلُّ أٌ نَاس سَوف تَدْخُل ... دُوَيْهية تَصْفَرُّ مِنْهَا الأنامِلُ)
والبصريون تأولوا ذَلِك وَيكون تَصْغِير الِاسْم بِضَم أَوله وَفتح ثَانِيه وَزِيَادَة يَاء سَاكِنة بعده أَعنِي بعد الثَّانِي واعتل السيرافي لضم أول المصغر بِأَنَّهُم لما فتحُوا من التكسير لم يبْق إِلَّا الْكسر وَالضَّم فَكَانَ الضَّم أولى بِسَبَب الْيَاء وَالْكَسْر بعْدهَا فِي الْأَكْثَر وَهِي أَشْيَاء متجانسة وتجانس الْأَشْيَاء مِمَّا يستثقل وَقَالَ أَبُو بكر بن طَاهِر جعلُوا الْألف وَالْفَتْح فِي الْجمع لِأَنَّهُ أثقل فطلبوا فِيهِ الخفة والضمة وَالْيَاء للمصغر لِأَنَّهُ أخف وَقَالَ بَعضهم إِنَّمَا ضم أول المصغر لِأَنَّهُ ثَان للمكبر وتال لَهُ فَلَمَّا كَانَ بعده جرى مجْرى الْفِعْل الَّذِي لم يسم فَاعله قَالُوا وَإِنَّمَا فتح مَا قبل الْيَاء لِأَن الْيَاء فِي التصغير وَالْألف فِي شبه مفاعل متقابلان لِأَن التصغير والتكسير من بَاب وَاحِد فَكَمَا أَن مَا قبل الْألف مَفْتُوح فَكَذَلِك مَا قبل هَذِه الْيَاء الْمُقَابلَة لَهَا وَإِنَّمَا كَانَت عَلامَة التصغير يَاء لِأَن الأولى بِالزِّيَادَةِ حُرُوف الْمَدّ واللين وَالْجمع قد أَخذ الْألف فأرادوا حرفا يُخَالِفهُ ويقاربه ليَقَع الْفَصْل فَجَاءُوا بِالْيَاءِ لِأَنَّهَا أقرب إِلَى الْألف وَزعم بعض الْكُوفِيّين وَصَاحب (الْغرَّة) أَن الْألف قد تجْعَل عَلامَة للتصغير
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute