قَالَ واحترزت بِقَوْلِي غَالِبا من قَول الْعَرَب غضِبت لفُلَان إِذا غضِبت من أَجله وَهُوَ حَيّ وغضبت بِهِ إِذا غضِبت من أَجله وَهُوَ ميت قَالَ أَبُو حَيَّان وَلم يذكر أَصْحَابنَا هَذَا المعني وَكَأن التَّعْلِيل وَالسَّبَب عِنْدهم شَيْء وَاحِد قَالَ وَيدل لذَلِك أَن الْمَعْنى الَّذِي سمى بِهِ بَاء السَّبَب مَوْجُود فِي بَاب التَّعْلِيل لِأَنَّهُ يصلح أَن ينْسب الْفِعْل لما دخلت عَلَيْهِ بَاء التَّعْلِيل كَمَا يَصح ذَلِك فِي بَاء السَّبَب فَتَقول ظلم أَنفسكُم اتخاذكم الْعجل وَأما {يأتمرون بك} [الْقَصَص: ٢٠] فالباء فِيهِ ظرفية أَي يأتمرون فِيك أَي يتشاورون فِي أَمرك لأجل الْقَتْل انْتهى وَهَذَا هُوَ الْحق قَالَ أَيْضا (والمقابلة) قَالَ وَهِي الدَّاخِلَة على الأعواض والأثمان قَالَ وَقد تسمي بَاء الْعِوَض نَحْو اشْتريت الْفرس بِأَلف وكافأت الْإِحْسَان بِضعْف وَالظَّاهِر أَنَّهَا دَاخِلَة فِي بَاء الْبَدَل (و) قَالَ (الكوفية وبمعني عَليّ) أَي الاستعلاء وَجزم بِهِ ابْن مَالك نَحْو ( {إِن تأمنه بقنطار} [آل عمرَان: ٧٥] أَي عَلَيْهِ بِدَلِيل {إِلَّا كَمَا أمنتكم على أَخِيه} [يُوسُف: ٦٤] {وَإِذا مروا بهم يتغامزون} [المطففين: ٣٠] أَي عَلَيْهِم بِدَلِيل: {وَإِنَّكُمْ لتمرون عَلَيْهِم} [الصافات: ١٣٧] ١٠٥٢ -
(أربٌّ يَبُولُ الثُّعْلُبانُ بِرَأْسِهِ ... لقد ذلّ من بَالَتْ عَلَيْهِ الثَّعالبُ)
قَالُوا (و) بِمَعْنى (عَن وَفِي اختصاصها بالسؤال خلاف) فَقيل تخْتَص بِهِ وَظَاهر كَلَام أبي حَيَّان أَن الكوفية كلهم عَلَيْهِ كَقَوْلِه تَعَالَى: {فَاسْئَلْ بِهِ خَبِيراً} [الْفرْقَان: ٥٩] بِدَلِيل: {يسْأَلُون عَن أنبائكم} [الْأَحْزَاب: ٢٠] وَقَول عَلْقَمَة: ١٠٥٣ -
(فإنْ تَسْألُوني بالنِّساء فإنني ... بَصِير بأدْواء النِّساء طبيبُ)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute