للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال صاحب كتاب الثريا - ان منه احمر ومنه اسود - وقال بليناس البسذ وامثاله يشبع المعادن بأجسادها ويشبه النبات بأرواحها كما ان الصدف والإسفنج يشبع المعادن بأرواحها والنبات بأجسادها - فأما النبات البحري فلا يشك في لينه عند قبوله النشو والنمو وهو مناسبته النبات البرى بروح النمو وان استحجر بعد ذلك فيشابه المعادن بحجرية الجسد - وقد شاهدت قطرا وقطعا غيرها مستحجرة لامحالة إنها صلبت بعد لينها كتحجر السراطين البحرية عند أخراجها من الماء - وأما الإسفنج فانه عنى للمشابهة المعادن ولزومه مكانه ومشابهة النبات نموه - بل لو قال انه يشابه الحيوان بما يحكى عنه وهو على حجره ينقبض من المس - ولا يدخل الصدف فى هذا الباب لأنه حيوان سيار فى القرار لامس طاعم فانه يشبه بالمعادن لخزفه فليس إلا وقاية الحيوان الذي فيه كوقاية خزف الحلزوني الملتوي إياه مع انتقاله بالدبيب وكالسلاحف فى حجرها المحتف بها وكعيبات التماسيح وحيوانات شاهدناها مجننة بجنن خزفية ولا تشبه المعادن - وقال صاحب كتاب الأحجار - المرجان اصل والبسذ فرع وذلم مطابق لما قيل من ان البسذ والمرجان شيء واحد غير ان المرجان اصل متخلخل منثقب والبسذ فرع لنباته فى البحر كالشجر وهذا لأن ذلك إلاصل انابيب دقيقة مجوفة لا يسع تجويفها إلابرة يجمعها سطوح من جنسها متوالية غير قاطعة بل جامعة لها مقوية إياها قائمة مقام العقد للأنابيب والجملة على حمرة البسذ لا بغايره بالصورة - قال حمزة هو وَسَد عرب على البسذ - وجنس يسمى خَروهك وعرب بالخراهك وهو تشبيه لاصل البسذ - بقلنسوة الديك كما شبه به نوعمن بستان آفروز عريض متشنج ويسمى خول خروه وأظنه أنا ذلك الأصل الموسوم بالمرجان فان مرجان قريب من اسم الطكيور بالفارسية - قال أبو زيد الأرجاني - هو قطاع حجرية له قضبان حمر دقائق وغلاظ ولا محالة ان للجرثومة ارومة إلا أنا لم أشاهد ذلك المخلخل ذا الأنابيب قد يسمونه اصل البسذ - قال الكندي - ان الخل يبيض البسذ والدهن يشرقه والكبير الكثير الغصون يقوم مثقاله بنصف دينار إلى دينار - واما الدقائق فالمن بنصف دينار واقل - فقد كان منه معي شجيرة ارتفاعها شبر ونصف بعت كل مثقال منه باربعة دنانير ولو كانت بحقارة دقائقه لما تهادى بها الكلوك - فقد ذكرنا انه كان مع العلوي التاهرتى فى جملة هدايا مصر شجرة منه كبيرة وما ذكر تفصيلها - واكثر البسذ ملس ويكون فى خلاله ما إذا أنعمت تأمله بالطول رأيت منه خطوطا محفورة على غاية الدقة تذكرك ما على بطون الأنامل من أمثالها دوائر في الوسط مستطيلة متداخلة يأتيها أمثالها من جانبي أخواتها من الأنامل ومن مغارز الأصابع يحصل منها كمثلثات قوسية متداخلة أصغرها في وسط الملتقى - وأظن في سبب خلقها ان بطن الكف لما كان اصدق أعضاء بدن الإنسان حسا لأن به الحس واللمس ثم فضلتها رؤوس الأنامل في ذلك وبطونها لأنها آلة الأخذ والقبض كما ترى عناءها في مجسه النبض والجسأوة والخشونة فيها قادحان في تحقيق اللمس فجمع إلى لينها وغضارتها خشونة من تلك الخطوط ليتم به الحس والإدراك - فان الإدراك بالأملس معتذر كما يعتذر أدراك الاملي على أن أسرار الجبلة وأعراض الخلقة عند الخلق خيال لا بلوغ إلى نفس الحق - وقياس وزن البسذ إلى القطب إلاكهب باعتبارنا اربعة وستون وسدس وثمن - قال الكندي ونصر، ان البُسُذ شجرة خضراء فى بحر إلافرنجة ذات اصل وفرع ثم تصلب وتتحجر إذا اخرج وتحمر - وربما كان منه قطعة تزن ستين مثقالا ويسمى ذلك مرجانا وفى بحر الروم منه لون لاتخلص حمرته بل تميل إلى البياض ويسمى مراق وآخر على لون الورد يسمى فاسنجانى يجلب من المغرب - قال، ونوع منه يسمى ديلكى وأنا أظنه دهلكي بدليل قوله، يجلب من عدن - ورؤى منه غصن وازن الرطل تقلعه الغاصة ويخرجونه كالصدف وربما قلعوه بالخطاطيف ثم يلين بالسنباذج وحجر الرحى ويثقب الفولاذ المسقي وقال الكندي، منه جنس يجلب من بحر عدن لاخير فى ابيضه لأنه مؤوف فى القعر ويخرج بخطاطيف - هذا يدل على تحجره فى الماء حتى تكسره الخطاطيف المتعلقة - وأما الأبيض فأردأه نوعا غير الأحمر لأنه اغلظ بكثير واخشن مجدر بثقب كأنها إلافة التي عناها الكندي وليس بأملس ولا بياضه يقق إنما تعلوه صفرة يسيرة

<<  <   >  >>