وقال أبو حنيفة - المرجان بقلة ربعية - فان كان هذا مأخوذا من العرب فهو كما هو وان كان تخيلا من جهة البسذ ونباته في البحر ثم نقل من البحر إلى البر إلى القوا باللغة - وفى قريتي سور وبند من حدود رباط كروان الذي بين غزنة وحدود الجوزجان جدول ماء يستحجر وسمعت ان المموهين يغرزون على شطه الآلات خشبية كالأبر حتى يلبس بالماء المتحجر ويخرجون تلك الآلات منها فيجلون أمكنتها ثقبا ثم يصبغونها بالحمرة ويرجونها فى جملة البسذ - وكما أن من الماء ما يتحجر فكذلك من الطين ما يتحجر بالريح والهواء كتحجر النازلة فى إلاتانين مثل طين شرخ في قرار إلابار في معادن الذهب - فربما وجد منه في كهوف الجبال طينا رطبا فإذا اخرج منها استحجر وليس هذا وأمثاله بمستبدع هند من يتحقق كون العظام بالتغذي باللبن الرقيق المائع ونوى الثمار الصلبة من الغذاء المائى الصاعد إلى اشجارها وتبقى أزمنة بعد فساد ما يقوم لها مقام اللحم للعظم والله الموفق -
[في ذكر الجمست]
حكى عن عبد الله بن عباس رضى الله عنه فى صرح بلقيس انه كان من جمست لكن العرب تسمى الياقوت والزمرد والبلور كلها قوارير وقالوا - ويشبهه لبنى والفرق بينهما ان لبنى أرخى واقل ماء ويقطع بالحديد فتكون قشارته ونجارته وبشارته شبيهة بالرخام - وقيل في معدن الجمست إنها كثيرة وان بياضه يضرب إلى كل واحد من الألوان من الحمرة الوردية المشوبة بالبنفسجية - وقال الكندي - معدنه بقرية الصفراء على ثلاثة أيام من مدينة النبى صلى الله عليه وآله وسلم وانه يلبس للأمن من وجع المعدة ويصاب منه حجر قديم عليه صورة ثعبان وكتابة بالقبطية لاتفهم وسيجئ لهذا النقش ذكر - وقال نصر - هو حجر منقوش يشبه الياقوت الوردي والاكهب بل يظهر فيه جميع الألوان وأغلاه ما غلبت عليه الوردية وأرخصه ما علته كهوبة - والعرب تتحلى به ويوجد منه قطاعة رطل ويوجد في معدنه مغشى ببياض كالثلج على وجهه حمرة - وظهر له معدن بوَشْجِرْد من حدود الصغانيان فى واد يعرف برام روذ ولكنه أكدر واعظم قطاعه رطلان وفى كتاب النخب انه كالسنور الأغر صلب فيه زجاجية ينكسر لها بقليل قوة ويذوب على النار كالرصاص وإذا طرح منه قطعة في الكأس قوى الدماغ والمعدة خلاف للحجر العنبرى لأن هذا إذا جعل فى الكأس افسد العقل وأورث الخبل وكلال الحس - وهذا موافق لما ذكره الخواص فى الشارب بكأس الجمست ان سكره يبطئ - والله الموفق -
[وفى ذكر اللازورد]
اللازورد يسمى بالرومية أرميناقون كانه نسبة إلى ارمينية فان الحجر إلارمنى المسهل للسوداء يبهه وإلازورد يحمل إلى ارض العرلب من ارمينية وإلى خراسان والعراق من بدخشان - وقيل العوهق هو اللازورد وهو فى شعر زهير بخلافه -
تراخى به حب الضحاء وقد رأى ... سمأوة قشراء الوظيفين عوهق
قيل الضحاء للأبل مثل الغداء للناس والسمأوة للشخص وقشراء الوظيفين النعامة والعوهق الطويلة - ووزنه بالقياس إلى القطب سبعة وستون وثلثان وربع والجيد منه يجلب من جبال كرَّان وراء شعب بنجهير وقال نصر، معدنه قرب جبل البيجاذى ببدخشان واعظم ما يوجد من قطاعه عشر رطل ويبرد ويجلى ويطحن ويستعمل فى إلاصباغ وما دام صحيحا فانه يضرب إلى لون النيل وربما مال إلى السواد وفى كثر الحال يكون على وجه المحكوك المجلو كواكب ذهبية كالهباب واذ سحق وهو برخأوته مؤاتى للطحن اشرق لونه وجاء منه صبغ مؤنق لايدانيه شيئ من اشباهه - وقد يوجد منه فى معادن تعرف بتوث بنك لعدة من شجر الفرصاد بها وهى قريبة من زوربان فى الندرة ما لايتخلف عن كراثى رخأوة وحسن مكسره وسائره مختلط بجوهر آخر مشبع الخضرة الفستقية ونظن به انه دهنج إلا أن وقره يعطى فى إلإذابة عشر دراهم فضة فيبط به ذلك الظنلأنهم قالوا فى استنزال الدهنج ان النازل منه نحاس ولا فضة والله الموفق -