إنما أوردت ذكر الكهربا لان أتراك الشرق يرغبن منه فيما عظم حجمه وحسن لونه ويخزنزنه خزن الحتو ويؤثرون الرومى منه لصفائه ةاشراق صفرته ولا يلتفتون إلى الصيني الذي يكون عندهم لتخلفه عن الرومي فيما ذكرت ولا يذكرون لسبب الرغبة فيه سوى دفع مضرة عين العائن واسمه ينبئ عن فعله لأنه يسلب التبن بجذبه إلى نفسه والريشة وربما رفع التراب معهما بالمجاورة وذلك بعد الحك على شعر الرأس حتى بحمى فحينئذ يجذب جذب البيجاذى - واسمه بالرومية ألقطرون وأيضا أذ ميطوس وبالسريانية دقنا وأيضا حيانوفرا - وزعم حمزة، ان الكهربا نوع من الخرز يطفو على بحر المغرب وبحر طبرستان ولا يعرف معدنه - وليس كما قال أيضا وكأنهما لم يريا فيه الحشيش والبق والذباب على مثل ما يكون في السندروس الذي هو صمغ الكهربا وإنما يختلفان بالخفة والثقل فان قياس وزن الكهربا بالقطب وهو أحد وعشرون وربع وسدس - وبالبحرين اللذين يقعان فيه فان أحدهما بحر الزنج في جانب الحر والآخر بحر الصقالبة الكائن في جانب البرد - ثم ان الكهربا ليس بخرز وأنها قطع تحك منها خرز وغيرها فالقطع له جنس والمنحوتات منه أنواعه فان تركت على لونه والا حمرت بالغلى في ماء الشب فة قدر نحاس ثم الغلى في ماء البقم في برمة إلى الصخرة فصار الأحمر والأصفر أشخاصا لتلك الأنواع وطفؤ خرز لكهربا يعم البحار بل جميع المياه فنخصيص السرى ذاتك البحرين لايتجه على الطفوء بل على الوجود وبحر طبرستان عنه عرى برئ وأنا اظن بحر المغرب منه كذلك ان كان يعنى به بحر المحيط أو بحر الشام - ثم كيف يعرف له معدن وليس بمعدنى كما لا يعرف له جناح وليس بطائر - وقال أبو زيد الارجاني انه صمغ يشبه السندروس صافي المكسر بين الصفرة والبياض وربما ضرب إلى الحمرة مسيخ الطعم يابس متفرك والضارب منه إلى البياض هو اردأه وربما أزال البياض شفافه وكدر صفاءه - والضارب إلى الحمرة هو المشبع اللون التام الصفاء - فاما ماذكر من طعمه فهو لتحجره وكونه من جملة الأحجار وليس يكسبه السحق طعما والمستحجر لامحالة يابس وبالطرق وبالصدمات منكسر لاينفرك فان التفرك لما تهيأ بالاصابع والكف دون الآلة - وقال الكندى، الكاهربا صمغة كالسندروس من شجرة تنبت ببلاد الصقالبة على شاطئ نهر كل ما سقط منها في الماء انعقد وجرى إلى البحر والقته الأمواج على الساحل وما وقع على الأرض لم ينعقد - قال بولس - هو صمغ الحوز الرومى يسيل منها ويجمد - ولم يفرق بين الواقع على الأرض والواقع في الماء - وظنه قوم بالتصحيف جوازا وليس به بدليل انه ذكر في دهنه انه يعمل في الربيع عند تكاثر الدهن في الحوز الرومى فانه حينئذ يرض ويشمس في زيت أو يغلى ثلاث ساعات ثم يصفي - ثم ذكر دهن الجوز واللوز بعد ذلك على حدة - وكذلك نقله لنا قلس من السريانى إلى العربى في حرف الحاء لافي الجيم - وأورده الرازى في الحاء حاكيا عن ديسقوريدس منافع نوره وثمره وورقه وعصارته والرومى منه - ثم قال، يقال ان الكهربا شبيه القوة بقوة زهرها ولئن كان الكهربا يسيل فانه لم يذكر في عمله شرط الشجرة وأخبر من تردد سفالة الزنج وجزائرهم - ان شجرة السندروس تشدخ وتترك يسيل منها ويجمد أولا فأولا - ولهذا يوجد فيه ما وقع عليه من حيوان وغيره وانهما نوعان أحدهما الموجود في بلادنا والآخر اجود منه وأعز والفرق بينهما ان هذا المستعمل يترفع في النار وينقبض إذا قرب منها وذلك الاعز يسترخى ويتمدد كالعلك - وصورة قطاعه تدل على انه يفرش على الأرض فيمد عليها كما يفعل ذلك الصمغ العربي تحت شجرة أم غيلان - فلو كان جموده على الشجر لكان كالكثيراء في تموّجه باعتراض وتعقد بالطول - والسندروس بالهندية مريمدهون -