قال صاحب كتاب النخب ان الاذرك حجر شريف من سبوك الاسكندرانيين قديم نفيس يجرى مجرى الياقوت في النفاسة - قال الكندى الزجاج المصبوغ المسبوك الاذرك العقيق الأحمر الرمانى كالياقوت الأحمر في لونه ويبلغ ثمن القطعة منه الف دينار اذ ليس يمكن عمله اليوم وقد جهدوا في ذلك للمتوكل على ما ذكر الكندى فجاءهم شيء شبيه بالوردى وانا أظن ان الذي كنا ذكرناه في هدايا الكعبة من القارورات الياقوتية إنما كانت من اذرك - وقال غيره فيما ذكر من اجتهادهم انهم أخذوا زرنيخا اصفر واحمر جزءا جزءا وزاجا كرمانيا ربع جزء ورمل الزجاج المصرى جزء وسحقوهما نعما وسقوهما خلا باللت مرات ثم أودعوهما فخارة مطينة واستوثقوا من رأسها ودفنوها في جمر السرقين في التنور المسجور وطينوا رأسه وتركوه ليلة ثم استخرجوها وذكر قوم انهم سبكوا من الرمل والقلى جزءا جزءا وجملوا عليه لكل وأحد من مائة وعشرين وأحدا من نحاس محرق فجاء اخضر - وقيل في الكتب المجهولة؟ خذ قطعة كبيرة من زرنيخ احمر جيد صلب ورببه ببول البقر ثلاثة اسابيع ثم أنقله إلى طهرجهارة موضوعة على رماد سخن وصب عليه اسربا مذابا بمقدار يعلوا الزرنيخ وذر عليه كبريتا فإذا أشعل فاقلب الطهرجهارة على رماد وادفنها فيه واتركها حتى تبرد ثم اخرج الزرنيخ واقشره واعمل منه الفصوص وذكر صاحب كتاب النخب حجر اسماه الدرنوك ووصفه بحمرة فيها صفره وانه عزيز جدا نفيس كنفاسة الاذرك وكلها من سبوك الاسكندرانيين - وأما الفسيفسا فليس من المسبوك وإنما هو مؤلف من خرز فصوص بلحام الفضة والذهب يركب في حيطان الابنية بالشام وذكر الكندى في المسبوكات عين السنور ووصفه بفرفسرية اللون وقال انه يوجد في الفائن بمصر خزف فيه تماثيل حيوانات وخرز صغار ملونة تسمى قبورية وهذه إنما يجدها أصحاب المطالب وهى الكنوز فيهم كثيرة بمصر وربما وجدوا مطلوبهم - وكان الرسم في اليمن ان يحفر لموتى كبارهم ويبنى فيها ازج وهى قبورهم ويوجد في كتب الأخبار أخبارها وان كذبت مكتوباتها واشعارها وفيها كانت توجد السيوف المسماة قبورية فلما قصد أحد التابعة الصين وحدثت به حادثة دون بلوغها افترق جنده فريقين ثم استطاب أحدهما المكان وقطنون وهم فيما ذكر التبت ونزع الآخر إلى الوطن فرجعوا إلى الوطن بما معهم من الغنائم والرقيق - وحدثت من المتخلفين رسوم اهل اليمن من الحفائر للموتى كالبيوت وكانوا يضعون فيها الجثة بما كان صاحبها يملك ومعه خواصه من النساء وقوتهن وحاجاتهن من اللباس والسراج لسنة ويطموا عليها كأنهم اعتقدوا بالتناسخ ما يعتقده الهند من العود حتى تحرق النساء انفسهن مع موتى أزواجهن المحرقى الجثث ولما ذكرنا لايزال قوم يعرفون بالنباسين يطلبون في بلاد الترك المقابر القديمة ويحفرونها فلا يجدون فيها الا ما لم يفسده الأرض من الذهب والفضة وسائر الفلز والفلز - يقع على كل ذائب بانفراده ويقع على الجوهر المستنبط من المعدن وان كان مختلطا من عدة أصناف -