للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مبهمات القرآن

وفي القرن السابع ابن عبد السلام١ في مجاز القرآن.

وعلم الدين السخاوي٢ في القراءات.

ثم نشأت علوم جديدة في القرآن: بدائع القرآن٣، حجج القرآن٤، أقسام القرآن٥، أمثال القرآن٦.

وكانت طريقتهم استقصاء جزئيات القرآن: لذلك وجب اختصار تلك العلوم في علم جديد موحد سموه "علوم القرآن".

وفي تاريخ الشافعي رضي الله عنه في محنته التي اتهم فيها بأنه رئيس حزب العلويين باليمن, سيق مكبلا بالحديد إلى الرشيد في بغداد, فسأله الرشيد: كيف علمك يا شافعي بكتاب الله عز وجل؟ فإنه أولى الأشياء أن يبتدأ به. فقال الشافعي: عن أي كتاب من كتب الله تسألني يا أمير المؤمنين؟ فإن الله


١ هو شيخ الإسلام الإمام أبو محمد عبد العزيز بن عبد السلام المشهور بالعز، توفي سنة ٦٦٠ "طبقات الشافعية ٥/ ٨٠-١٠٧ شذرات الذهب ٥/ ٣١٠".
٢ هو علي بن محمد بن عبد الصمد المشهور بالسخاوي, توفي سنة ٦٤٣، وله في القراءات منظومة تعرف بالسخاوية, وتسمى "هداية المرتاب في المتشابه" ولا يريد بالمتشابه ما يقابل المحكم, وإنما إيراد القصة الواحدة في القرآن في صور شتى وفواصل مختلفة، تصرفا في الكلام ليجيء على أساليب متنوعة، انظر ترجمة السخاوي في وفيات الأعيان ١/ ٣٤٥ وانظر البرهان ١/ ١١٢ النوع الخامس "علم المتشابه".
٣ وهو علم يبحث فيه عما ورد في القرآن من أنواع البديع, وقد أفرده بالتصنيف ابن أبي الإصبع، وكتابه مطبوع. "انظر الإتقان ٢/ ١٤٠-١٦٠ النوع الثامن والخمسون".
٤ يسمى أيضا علم جدل القرآن، ويراد منه أن كتاب الله نطق بجميع أنوع البراهين والأدلة, ولكن على أساليب العرب لا طرائق المتكلمين، وقد أفرده بالتصنيف نجم الدين الطوفي "سليمان بن عبد القوي بن عبد الكريم" المتوفى سنة ٧١٦ كما في "الدرر الكامنة/ ٢/ ٣٥٤ وفيما يتعلق بهذا العلم انظر الإتقان ٢/ ٢٢٩-٢٣٣ النوع الثامن والستون والبرهان ٢/ ٢٤-٢٧ النوع الثالث والثلاثون.
٥ انظر الإتقان ٢/ ٢٢٥-٢٢٨ "النوع السابع والستون" وقد أفرده بالتصنيف العلامة ابن القيم. ومن المتأخرين عبد الحميد الفراهي في كتابه "إمعان في أقسام القرآن".
٦ انظر بعض الشواهد على هذا العلم في الإتقان ٢/ ٢٢٢-٢٢٥ "النوع السادس والستون".

<<  <   >  >>