للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عنه: الكاف من الملك, والهاء من الله، والياء والعين من العزيز، والصاد من المصور، وروي عنه فيها أيضا: كبير هاد أمين عزيز صادق١. وقال سواه في هذه الفاتحة ذاتها أقولا تشبه أقواله المتعددة تارة، وتخالفها في زيادة ونقص تارة أخرى. وحكى الكرماني٢ "في عجائبه" أن الضحاك يرى أن معنى {الر} : أنا الله أعلم وأرفع٣، على حين يضم إليها ابن عباس حم ون فتصير في رأيه حروف {الرحمن} مفرقة على سور مختلفة٤. أما {المص} فتارة يروي أن معناها: أنا الله الصادق، وتارة تدل على اسم الله "المصور"، وأحيانا تومئ إلى ثلاثة أسماء مختلفة, فالألف من الله، والميم من الرحمن، والصاد من الصمد٥. وغرب من هذا كله أن مستشرقا كبيرا كشبرنجر "Sprenger" اقترح حين لم يشف غليله ما قيل في {طسم} أن يعكس هذه الصيغة ويرى فيها الأحرف البارزة الغالبة في قوله تعالى: {لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُون} فالطاء هي الحرف البارز في {الْمُطَهَّرُون} والسين والميم أقوى ما في {يَمَسُّهُ} . ويذكر المستشرق بلاشير في كتابه "المدخل إلى دراسة القرآن" أن المستشرق لوث Loth على حذره قد تابع شبرنجر على رأيه العقيم٦.

ومن المؤكد أن مثل هذه التخرصات في تفسير أوائل السور لا تتناهى ولا تقف عند حد، وما هي إلا تأويلات شخصية مردها هوى كل مفسر وميله.


١ انظر هذه الأقوال المختلفة في "الإتقان ٢/ ١٤" وتعقيب المستشرق شفالي عليها في Geschichte des Qorans, II, ٧١.
٢ هو أبو القاسم برهان الدين محمود بن حمزة بن نصر الكرماني الشافعي، ويلقب تاج القراء، توفي بعد سنة ٥٠٠هـ "انظر ترجمته في بغية الوعاة ص١١٣".
٣ الإتقان ٢/ ١٣.
٤ تفسير الطبري ١١/ ٥٧ "وانظر الإتقان ٢/ ١٣".
٥ انظر هذه الأقوال في الإتقان ٢/ ١٤.
٦ انظر: Loth "O", Tabari's Korans commentar, in "Zeitschrift der Deutschen ... etc" XXXV, p. ٦٠٩"cf, Balch Intro, Cro,.p ١٤٨, note ٢٠٠".

<<  <   >  >>