للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتنوين عِوَضٍ وهو: ما جيءَ به عِوَضًا عَنْ جُمْلَةٍ مَحْذُوْفةٍ، ك (يومئذٍ) و (حينئذٍ) ؛ فـ (إذٍ) ظرف زَمَانٍ مبنيّ؛ لافتقاره إلى جملةٍ يُضَافُ إليها، فَحُذِفَت الجملة للعلم بها وعُوِّضَ عنها بالتّنوين، وكُسِرَ ذَاْلُ (إذ) لالتقاء السّاكنين؛ وهما: الذّال والتّنوين.

ومنه قَوْلُ أبي ذُؤَيْبٍ١:

نَهَيْتُكَ عَنْ طِلاَبِكَ أُمَّ عَمْرٍو ... بِعَافِيَةٍ وَأَنْتَ إذٍ صَحِيْحُ٢


١ هو: خويلد بن خالد بن محرِّث الهذليّ: شاعرٌ فحل، مخضرَم، أدرك الجاهليّة والإسلام؛ وهو أشعر هُذيل من غير مدافَعة؛ توفّي في مغزىً نحو المغرب.
يُنظر: طبقات فحول الشّعراء ١/١٣١، والشّعر والشّعراء ٤٣٥، والمؤتلف والمختلف ١٧٣، والخزانة ١/٤٢٢.
٢ هذا بيتٌ من الوافر.
والمعنى: يذكِّر قلبه بما كان من وعظه له في ابتداء الأمر، وزجره قبل استحكام الحبّ؛ فيقول: دفعتك عن طلب هذه المرأة بعاقبة، أي: بآخر ما وصّيتك به.
ويجوز أن يكون المعنى: نهيتك عن طلبها بذكر ما يُفضي أمرك إليه وتدور عاقبتك عليه، وأنت بعدُ سليمٌ تقدر على التّملّس منها وتملك أمرك وشأنك في حبّها.
وفي رواية: (بعافية) أي: حال كونك متلبّسًا بعافية.
والشّاهد فيه: (إذٍ صحيح) حيث جاء بالتّنوين عوضًا عن الجملة، والأصل: وأنت إذ الأمر على هذه الحال.
يُنظر هذا البيت في: ديوان الهذليّين١/٦٨،ومعاني القرآن للأخفش٢/٤٨٤، والأصول٢/١٤٤،والخصائص٢/٣٧٦،وكشف المشكل١/٢٥١،وشرح المفصّل ٣/٢٩، ٩/٣١، ورصف المباني ٤١١، والخزانة ٦/٥٣٩.
والرّوايةفيمامضىمن لمصادر (بعاقبة) ،وهُناك رواية أُخرى (بعافية) وهي رواية الشّارح؛ في المرتجل١٠، وشرح التّسهيل ٢/٢٠٧، والجنى الدّاني ١٨٧، والمغني ١١٩، والمساعد ١/٤٩٩، والأشمونيّ ١/٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>