للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بَابُ النِّدَاءِ:

وَنَادِ مَنْ تَدْعُو بِيَا أَوْ بِأَيَا ... أَوْ هَمْزَةٍ أَوْ أَيْ وَإِنْ شِئْتَ هَيَا

النِّدَاء: أحد معاني الكلام؛ وهو: ما يتألّف من حرف واسم؛ وهو منفردٌ بهذا التّأليف١؛ وجاز ذلك لكون٢ حرف النّداء نائبا عن الفعل، فتنزّل٣ منزلة الكلام المؤتلف من اسم وفعل٤.

وقال أبو عليّ الفارسيّ٥: "النِّداء خبَرٌ من وجه، وغير خبرٍ من وجه؛ لأنّه مع الصّفات بمنزلة الأخبار، ومع غير الصّفات بمنزلة [غير] ٦ الأخبار؛ فإذا قلت لإنسانٍ: (يا صادق) أو (يا كاذب) صلح أن يُجاب هذا بصدق، أو كذب؛ فكان خبرًا من هذا الوجه؛ وليس كذلك إذا قلت: (يا زيدٌ) و (يا عمرٌو) ".

وحروف النّداء خمسة٧؛ وهي: (يا) و (أيا) و (أي) و (هيا) [٩٧/ب] و (الهمزة) .


١ قال ابن يعيش ١/٢٠: "لم يُفد الحرف مع الاسم إلاّ في موطن واحد وهو
النّداء خاصّة؛ وذلك لنيابة الحرف فيه عن الفعل؛ ولذلك ساغت فيه الإمالة".
ويُنظر: الفُصول الخمسون ١٥٠، وحاشيته.
٢ في كلتا النّسختين: كون. والمعنى يتطلّب وُجود اللاّم.
٣ في ب: فتنزّلت.
٤ قال الأنباريّ في أسرار العربيّة ١٥: "لأنّ التّقدير في قولك: (يا زيد) أدعو زيدًا، وأُنادي زيدًا؛ فحصلت الفائدة باعتبار الجملة المقدَّرة".
٥ لم أجد هذا القول فيما وقفتُ عليه من كتبٍ لأبي عليّ الفارسيّ.
ويُنظر: شرح الجمل لابن بابشاذ جـ١/ق ١١٧/أ.
٦ ما بين المعقوفين ساقطٌ من ب.
٧ نصّ عليها سيبويه ٢/٢٢٩. ويُنظر: المقتضب ٤/٢٣٣، والأصول ١/٣٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>