للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد تكون مجرورةً، كقول الرّاجز:

يَضْحَكْنَ عَنْ كَالْبَرَدِ١ المُنْهَمِّ٢

(اللاّم) : حَرْفُ جَرٍّ، يدخل على الظّاهر والمُضمَر؛ وله مَعَانٍ:

أَحَدُها: الملك، كقولك: (المال لزيدٍ) .

والاختصاص، كقولك: (الباب للدّار) .

والاستحقاق، كقولك: (الحمد لله) .

وتكون بمعنى (على) ، كقوله تعالى: {وَلاَ تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ} ٣، قال الشّاعر:

............................................ ... فَخَرَّ صَرِيعًا لِلْيَدَيْنِ وَلِلْفَمِ٤


١ في كلتا النّسختين: كالمبرد، وهو تصحيف؛ والصّواب ما هو مثبَت.
٢ في أ: المتهم، وهو تصحيف، والصواب ما هو مثبت.
وهذا البيتُ من الرّجز، وهو للعجّاج، وقبله:
بَيْضٌ ثَلاثٌ كَنِعَاجٍ جُمِّ
و (البَرَد) : حبُّ الغمام. و (المنهمّ) : الذائب.
والشّاهد فيه: (عن كالبَرَد) حيث جاءت (الكاف) اسمًا بمعنى (مثل) ؛ بدليل دخول حرف الجرّ عليها.
يُنظر هذا البيت في: أسرار العربيّة ٢٥٨، وشرح المفصّل ٨/٤٢، ٤٤، وابن النّاظم ٣٧٠، وشرح الرّضيّ ٢/٣٤٣، والمغني ٢٣٩، والهمع ٤/١٩٧، والأشمونيّ ٢/٢٢٥، والخزانة ١٠/١٦٦، والدّيوان ٢/٣٢٨.
٣ من الآية: ٢ من سورة الحجرات.
٤ هذا عجز بيتٍ من الطّويل، وصدرُه:
تَنَاوَلَهُ بِالرُّمْحِ ثُمَّ اتَّنَى لَهُ
يُنسب إلى جَابر بن حُنَيٍّ التَّغْلَبِي، من قصيدةٍ له في المفضّليّات ٢١٢.
ويُنسب إلى المكعبر الأسديّ، وقيل: إنّه للمكعبر الضّبّيّ، ويُقال: إنّه لشُريح بن أوفى العبسيّ، وقيل: إنّه لعصام بن المقشعر العبسيّ؛ وذكر ابن شبّة أنّه للأشعث بن قيسٍ الكِنديّ.
يُنظر: الاقتضاب ٤٣٩.
وهو في الأزهيّة ٢٢٨ منسوبٌ إلى الأشعث بن قيسٍ الكِنديّ، وصدرُه:
تَنَاوَلْتُ بِالرُّمْحِ الطَّوِيلِ ثِيَابَهُ
وقال الجواليقيّ - في شرحه على أدب الكاتب ٢٦٢ -: "إنّه من شعرٍ لكعب بن جدير المنقريّ، وصدره:
شَكَكْتُ لَهُ بِالرُّمْحِ جَيْبَ قَمِيصِهِ
والشّاهد فيه: (لليدين وللفم) حيث جاءت اللاّم بمعنى (على) .
يُنظر هذا البيت في: أدب الكاتب ٤٠١، وأمالي ابن الشّجريّ ٢/٦١٦، ورصف المباني ٢٩٧، والجنى الدّاني ١٠٠، والمغني ٢٨٠، والأشمونيّ ٢/٢١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>