للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقيل: أشبهت الواو لقُرب المخرَج١.

والتّاء: هي بدلٌ من الواو، كما أبدلت من٢الواو في قولهم: (تُراث) و (تخمة) و (تهمة) ؛ إذ اشتقاق هذه الكلمات من: (ورث) ، ومن (الوخامة) ، ومن (الوهم) ٣، فعدلوا إلى الإبدال طلبًا للخفَّة.

ولم تدخل التّاء إلاَّ على اسم الله تعالى، كقوله سبحانه: {وَتَاللهِ لأَكِيْدَنَّ أَصْنَامَكُمْ} ٤ لأنّها بدلٌ من بدل، فلم تدخل إلاَّ على اسمٍ واحدٍ [٣٦/ب] معظّم.

ومنهُ٥ قول الشّاعر:

تَاللهِ يَبْقَى عَلَى الأَيَّامِ ذُو حَيَدٍ ... بِمُشْمَخِرٍّ بِهِ الظَّيَّانُ وَالآسُ٦


١ يُنظر: أسرار العربيّة ٢٧٦، وشرح المفصّل ٩/٩٩.
٢ في ب: منها.
٣ في ب: من اسم الوهم.
٤ من الآية: ٥٧ من سورة الأنبياء.
(ومنه) ساقطة من ب.
٦ هذا بيتٌ من البسيط، وقد اختُلف في نسبته؛ فنسبه سيبويه في الكتاب ٣/٤٩٧ إلى أُميّة بن أبي عائذ، ونسبه الزّمخشريّ في المفصّل ٤٨٤ إلى عبدِ مناة الهذليّ، وابن يعيش في شرحه على المفصّل ٩/٩٩ إلى أُميّة بن أبي عائذ، وقيل: لأبي ذؤيب الهذليّ، وقيل: للفضل بن العبّاس اللّيثيّ.
ونُسب إلى مالك بن خالد الهذليّ - كما في ديوان الهذليّين ٣/٢ -؛ ورواية الصّدر فيه:
وَالخُنْسُ لَنْ يُعْجِزَ الأيّامَ ذُو حَيَدٍ
وصدره في ديوان الهذليّين لِسَاعدة بن جُؤَيَةَ الهذليّ ١/١٩٣، وعجزه:
أَدْفَى صَلُودٌ مِنْ الأَوْعَالِ ذُو خَدمِ
و (ذو حَيَدٍ) : يريد بذلك الوعل، والحيَد - يروى بفتح الحاء والياء على أنّه مصدرٌ بمعنى العوج والأود - وهو: اعوجاجٌ يكون في قرن الوعْل؛ ويُروى بكسر الحاء مع فتح الياء على أنّه جمع (حَيْدَة) ؛ وهي: العُقدة في قَرْنِ الوعِل.
و (المشمخرّ) : الجبل الشّامخ. و (الظّيّان) : ياسمين البر. و (الآس) : الرّيحان، ومنابتهما: الجبال وحزون الأرض؛ وإنّما ذكرهما إشارةً إلى أنّ الوعل في خصبٍ، فلا يحتاج إلى السّهول فيُصاد.
والشّاهد فيه: (تالله يبقى) على أنّ التّاء لا تدخل إلاَّ على لفظ (الله) تعالى.
يُنظر هذا البيت في: الكتاب ٣/٤٩٧، والمقتضب ٢/٣٢٤ - وفيهما (لله) بدل (تالله) ولا شاهد فيه على هذه الرّواية -، والجُمل ٧١، والتّبصرة ٤٤٦، ورصف المباني ١٩٨، ٢٤٧، واللّسان (حيد) ١٥/١٥٨، والهمع ٤/٢٣٦، والأشمونيّ ٢/٢١٦ - وفيهما (لله) بدل (تالله) ولا شاهد فيه على هذه الرّواية -.

<<  <  ج: ص:  >  >>