للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أو بظرفٍ، كقول الشّاعر:

................................. ... لِلَّهِ دَرُّ - اليَومَ - مَنْ لاَمَهَا١


١ هذا عجُز بيتٍ من السّريع، وصدره:
لَمَّا رَأَتْ سَاتِيدَمَا اسْتَعْبَرَتْ
وهو لعمرو بن قميئة.
و (سَاتِيدَمَا) : جبلٌ متّصلٌ من بحر الرّوم إلى بحر الهند، يقال: إنه سُمِّيَ بذلك لأنّه ليس مِنْ يومٍ إلاّ ويُسْفكُ عليه دمٌ، كأنّهما اسمان جعلا اسمًا واحدًا.
يُنظر: معجم ما استُعجم ٢/٧١١، ومعجم البلدان ٣/١٦٨.
و (استعبرتْ) بكت من وحشة الغُربة، ولبُعدها عن أراضي أهلها؛ والعرب تقول: (لله درُّ فلان) إذا دعوا له، أو تعجّبوا من بلوغه الغاية في شيءٍ مّا.
والمعنى: وصفَ الشّاعر امرأةً نظرت إلى (سَاتِيدَمَا) - وهو جبلٌ بعيد من ديارها- فتذكّرتْ به بلادها، فاستعبرتْ شوقًا إليهم.
والشّاهد فيه: (درّ اليوم من لا مها) فإنّ (درّ) مضاف و (من لامها) اسمٌ موصولٌ مضافٌ إليه، وقد فصَل بين المُضاف والمضاف إليه بالظّرف وهو (اليوم) للضّرورة الشِّعريّة.
يُنظر هذا البيتُ في: الكتاب ١/١٧٨، والمقتضب ٤/٣٧٧، ومجالس ثعلب ١٢٥، وتحصيل عين الذّهب ١٤٧، والإنصاف ٢/ ٤٣٢، وشرح المفصّل ١/١٠٣، ٣/٢٠، والأشباه والنّظائر ٢/٢٣٢، والخزانة ٤/٤٠٦، والدّيوان ١٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>