للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لاتّصالها بِهِ، وكالجزء من الفعل لكونها [٤٩/أ] معدّية١ له، وموصِّلة٢ إلىالاسم؛ فكلّ واحدٍ من هذين - الاسم والفعل - مفتقرٌ إلى هذا الحرف؛ فخُلُوّهُما منه إجحافٌ بهما؛ وقد ورد حذفه في الشّعر، كقول الشّاعر:

تَمُرُّونَ الدِّيَارَ وَلَمْ تَعُوجُوا ... كَلاَمُكُمُ عَلَيَّ إِذَنْ حَرَامُ٣

الثّاني: الّذي يتعدّى بحرف الجرّ، والمتكّلم مُخيّرٌ في إثباتِهِ وحَذْفِهِ، كـ (شكرتُ) و (أَمَرْتُ) و (نَصَحْتُ) و (وَزَنْتُ) و (كِلْتُ) و (اخْتَرْتُ) ٤؛ تقول: شكرتُ زيدًا، وشكرتُ له، ونصحتُه، ونصحتُ له، ووَزَنْتُه،


١ في أ: متعدّية له.
٢ في أ: موصولة، وهو تحريف.
٣ هذا بيتٌ من الوافر، وهو لجرير.
و (لم تعوجوا) : لم تقيموا، مِن عاج بالمكان: أقام به.
والشّاهد فيه: (تمرّون الدّيار) حيث إنّ الفعل (تمرّون) قد تعدّى إلى المفعول (الدّيار) بحرف الجرّ الّذي حُذِف للضّرورة؛ وأصله: تمرّون بالدّيار.
يُنظر هذا البيت في: شرح المفصّل ٨/٨، ٩/١٠٣، والمقرّب ١/١١٥، وشرح ألفيّة ابن معطٍ ١/٤٨٦، وتخليص الشّواهد ٥٠٣، وابن عقيل ١/٤٨٨، والمقاصد النّحويّة ٢/٥٦٠، والهمع ٥/٢٠، والخزانة ٩/١١٨، والدّيوان ١/٢٧٨- والرّواية فيه (أَتُمْضُونَ الرُّسُومَ وَلاَ تُحَيَّى) -.
(اخترتُ) من الأفعال الّتي تتعدّى إلى مفعولين؛ أحدهما بنفسها، والآخر بحرف الجرّ، نحو: (اخترت الرّجالَ زيدًا) أي: من الرّجال، ومثل الآية الكريمة الّتي استشهد بها الشّارح.
يُنظر: شرح ألفيّة ابن معطٍ ١/٥٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>