للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهذا على حَدِّ: {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ} ١.

وذهب الفرّاءُ وأكثرُ الكوفيّين٢ إلى اسميّة نعم وبئس، واحتجّوا بدخول حرف الجرّ عليهما، كقول بعض العرب وقد بُشِّر ببنتٍ: " [وَاللهِ] ٣ مَا هِيَ بِنعْمَ المَوْلُوْدَةِ، نَصْرُهَا بُكَاءٌ، وَبِرُّهَا سَرِقَةٌ"٤، وقول الآخر: "نِعْمَ السَّيْرُ عَلَى بِئْسَ الْعَيْرُ"٥؛ ولا حجّة في ذلك؛ لجواز أنْ يكون دخول حرف [الجرّ] ٦، كدخوله٧ على نام


١ من الآية: ٩٠ من سورة البقرة.
٢ يُنظر رأي الكوفيّين في: معاني القرآن للفرّاء ١/٢٦٨، ٢/١٤١، والإنصاف، المسألة الرّابعة عشرة، ١/٩٧، والتّبيين، المسألة الأربعون، ٢٧٤، وشرح ديوان المتنبّي - المنسوب إلى العكبريّ - ٢/٢٩٩ - ٣٠١، والمقرّب ١/٦٥، وشرح الكافية الشّافية ٢/١١٠٢، وابن النّاظم ٤٦٧، والتّصريح ٢/١١٧، والهمع ٥/٢٦.
٣ ما بين المعقوفين ساقطٌ من أ.
٤ قال ابن الشّجريّ في أماليه ٢/٤٠٥: "وقال أبو بكر محمد بن القاسم بن بشّار الأنباريُّ: سمعتُ أحمد بن يحيى يحكي عن سلمة بن عاصم، عن الفرّاء: أنّ أعرابيًّا بُشِّر بابنةٍ وُلِدت له، فقيل له: نِعْم الولدُ هي! فقال: واللهِ ما هي بِنِعْمَ الولدُ، نَصْرُها بُكاءٌ، وبِرُّهَا سَرِقَةٌ".
ويُنظر: أسرار العربيّة ٩٧، والإنصاف ١/٩٨، ٩٩، وشرح المفصّل ٧/١٢٨، والمقرّب ١/٦٥، وشرح الكافية الشّافية ٢/١١٠٢، وابن النّاظم ٤٦٧.
٥ نسبه ابن الشّجريّ إلى بعض فصحاء العرب نقلاً عن الفرّاء أيضًا.
أمالي ابن الشّجريّ ٢/٤٠٥، ويُنظر: المصادر السّابقة.
(الجرّ) ساقطٌ من ب.
٧ في ب: لدخوله، وهو تحريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>