للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومعنى (حبَّ) : صارَ محبوبًا جدًّا؛ وفيه لغتان: فتح الحاء، وضمّها. [٦٤/ب]

وأصله١: (حَبُبَ) ، وجرى بإسناده إلى اسم الإشارة كالمثل في عدم التَّغيير؛ فلم يضمّ أوّل الفعل٢؛ فيُقال٣في المدح: (حَبَّذَا زَيْدٌ) ؛ فإذا أُريدَ به الذّمّ قيل٤: (لا حَبَّذَا) ، ومنه قولُ الشّاعر:

أَلاَ حَبَّذَا أَهْلُ المَلاَ غَيْرَ أَنَّهُ ... إِذَا ذُكِرَتْ مَيٌّ فَلاَ حَبَّذَا هِيَا٥

وكقول٦ الآخر:

أَلاَ حَبَّذَا عَاذِرِي فِي الهَوَى ... وَلاَ حَبَّذَا العَاذِلُ الجَاهِلُ٧


١ في أ: وأصلها.
٢ ولا وضع موضع (ذا) غيره من أسماء الإشارة، بل التزمت فيهما طريقة واحدة.
شرح المفصّل ٧/١٣٨.
٣ في ب: فقال.
٤ في ب: قيل له.
٥ هذا بيتٌ من الطّويل، وهو لذي الرُّمّة في ملحق ديوانه؛ ويُنسب لِكَنْزَةَ أُمّ شَمْلَةَ الْمِنْقَرِيِّ، قالتها في ميّة صاحبة ذي الرُّمّة.
والشّاهد فيه: (حبّذا أهل الملا) و (فلا حبّذا هيا) فقد استعملت (حبّذا) للمدح كـ (نعم) ، و (لا حبّذا) للذّمّ كـ (بئس) .
يُنظر هذا البيت في: شرح ديوان الحماسة للمرزوقيّ ٣/١٥٤٢، وشرح الكافية الشّافية ٢/١١١٦، وابن النّاظم ٤٧٤، وشفاء العليل ٢/٥٩٥، والمقاصد النّحويّة ٤/١٢، والتّصريح ٢/٩٩، والهمع ٥/٥١، والأشمونيّ ٣/٤٠، والدّرر ٥/٢٢٨، وملحق ديوان ذي الرُّمّة ٣/١٩٢٠.
٦ في أ: وكقوله.
٧ في ب: المجاهل، وهو تحريف. وهذا البيت من المتقارِب، ولم أقف على قائله.
والشّاهد فيه: (حبّذا عاذري) و (لا حبّذا العاذل الجاهل) حيث استعمل (حبّذا) في العبارة الأولى للدّلالة على المدح، و (لا حبّذا) في العبارة الثّانية للدّلالة على الذّمّ.
يُنظر هذا البيتُ في: شرح عمدة الحافظ ٢/٨٠٢، وشرح التّسهيل ٣/٢٦، وأوضح المسالك ٢/٢٩٠، والمساعد ٢/١٤٢، وشفاء العليل ٢/٥٩٦، والمقاصد النّحويّة ٤/١٦، والتّصريح ٢/٩٩، والهمع ٥/٥١، والدّرر ٥/٢٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>