للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تقديره: سرت اليوم١.

وجميع أسماء الزّمان تكون ظروفًا إذا وردت متضمّنة (في) ولم ينطق بـ (في) ، كقولك٢:

(قدمت يوم الجمعة) و (صُمْتُ يَوْمَ الخميس) ٣؛ فلوقوع الأفعال فيها سُمّيت ظروفًا٤.

ومنها: ما يقع الفعل في جميعه، كقولك: (صمت يوم الخميس) ٥.

ومنها: ما يقع في بعضه، كقولك: (لقيتُه يوم الجمعة) ؛ لأنّ اللّقاء قع في بعضه٦.


١ أي: سرت اليوم سرتُ فيه.
٢ في أ: تقول.
٣ نصبت هذه الأسماء نصب الظّروف لتضمّنها معنى (في) ؛ إذْ تقدير الكلام: (قدمت في يوم الجمعة) و (صمت في يوم الخميس) .
٤ قال ابن يعيش ٢/٤١: "وقيل للأزمنة والأمكِنَة ظروف؛ لأنّ الأفعال توجَد فيها، فصارت كالأوعية لها".
٥ لأنَّ الصّوم يستغرق اليوم. وقال السّيوطيّ في الهمع ٣/١٤٨: "وكون ما يكون العمل في جميعه هو ظرف وانتُصب انتصاب الظّروف هو مذهب البصريّين.
وزعم الكوفيّون: أنّه ليس بظرف، وأنّه ينتصب انتصاب المشبّه بالمفعول؛ لأنّ الظّرف عندهم ما انتصب على تقدير (في) ، وإذا عَمّ الظّرف لم يتقدّر عندهم فيه (في) ؛ لأنّ (في) يقتضي عندهم التّبعيض، وإنّما جعلوه مشبّهًا بالمفعول لا مفعولاً به؛ لأنّهم رأوه ينتصب بعد الأفعال اللاّزمة".
ويُنظر: الكتاب ١/٢١٦، والبسيط ١/٤٨٨ - ٤٩٠.
٦ قال ابن أبي الرّبيع في البسيط ١/٤٨٨: "ألا ترى أنّ اللِّقاء لا يمكن في اليوم كلِّه، وإنّما يكونُ اللِّقاء في بعضه".

<<  <  ج: ص:  >  >>