للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والآخر١:ما تقدّم من [أنَّ] ٢ الفاعل مضمر لا يظهر قطّ٣، والمجرور في موضع نصب٤؛ وإنّما لزم هذا حرف الجرّ ليكون فرقًا بين التّعجّب والأمر؛ فلهذا٥لم يَجُزْ أن يتقدّم عليه معموله، ولا أن يُجاب بالفاء.

وأمّا قولهم: (مَا أَعْظَمَ اللهَ) ٦ فهذا على ظاهره فيه حذف مضاف،


١ حكاه ابن يعيش عن الزّجّاج ٧/١٤٨.
٢ ما بين المعقوفين ساقطٌ من أ.
٣ والقائلون بهذا القول اختلفوا:
فمنهم مَن جعل الضّمير يعود على (الحُسن) ، كأنّه قال: (أَحْسِنْ يا حُسُنْ زيدًا) ؛ ولذلك كان مفرَدًا على كلّ حال؛ وهو مذهب ابن كيسان.
ومنهم مَن جعل الضّمير عائدًا على المخاطب، ولم يبرز في تثنية ولا جمع؛ لأنّه جرى مجرى المِثْل؛ فمعنى (أحسن بزيد) : اجعل يا مخاطِبًا زيدًا حسنًا، أي: صِفْهُ بالحسن كيف شئت.
يُنظر: شرح المفصّل ٧/١٤٧، ١٤٨، وشرح الجمل ١/٥٨٨، وشرح التّسهيل ٣/٣٣، وشرح الرّضيّ ٢/٣١٠، وأوضح المسالك ٢/٢٧٤، والمساعد ٢/١٤٩، ١٥٠، والتّصريح ٢/٨٨، والأشمونيّ ٣/١٩، والصّبّان ٣/١٩.
٤ على المفعوليّة.
٥ في ب: ولهذا.
٦ يظهر من كلام الشّارح - رحمه الله - أنّه مبنيّ على ما ذكره بعضُ العلماء من أنّه لا يتعجّب من عظمة الله تعالى؛ بسبب أنّها عندهم لا تقبل الزّيادة والنُّقصان.
فبناءً على ذلك إذا وردَ شيءٌ من كلام العرب وفيه هذا التّعجُّب من عظمة الله يؤوّلونه بمثل ما فعل الشّارحُ هُنا؛ إمّا على حذف المضاف، وإمّا على أنّ عباده عظّموه بما يستحقّه من الثّناء، ونحو ذلك ممّا يكونون به بعيدين عن التّعجُّب من عظمته الّتي لا تقبل الزّيادة والنُّقصان.
والحقُّ أنّ هذا التّعجّب ليس دونه ما نعٌ، بل يتعجّب من عظمة الله تعالى على ما يستحقّه من العظمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>