للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا نودي منادَى ليخلّص١ من شدّة، أو يُعين على مشقّة؛ فنداؤه استغاثة، وهو مُستغاث.

وتدخل لام الجرّ لقوّة التّعديَة، وتفتح مع المستغاث ما لم يكن معطوفا؛ فرقا بين المستغاث والمستغاث له٢؛ فالأوّل: لامُه مفتوحة، والثّاني: لامُه مكسورة أبدًا، كقولك: (يا لَزَيْدٍ لِعَمْرٍو) ، ومنهُ قوله في المستغاث:

يَا لَبَكْرٍ اُنْشرُوا لِي كُلَيْبا ... يَا لَبَكْرٍ أَيْنَ أَيْنَ الْفِرَارُ! ٣


١ في كلتا النّسختين: لتخلّص، وهو تصحيف.
٢ في كلتا النّسختين: إليه، وهو تحريف.
٣ هذا بيتٌ من المديد، وهو للمهلهل بن ربيعة.
والمعنى - كما قال الأعلم في تحصيل عين الذّهب ٣١٩ -: "يا لبكر أدعوكم لأنفسكم مطالِبًا لكم بإنشار كُليب وإحيائه؛ وهذا منه استطالَةٌ ووعيدٌ؛ وكانوا قد قتلوا كُليبًا أخاه في أمر البَسوس".
والشّاهد فيه: إدخال لام الاستغاثة مفتوحةً على (بكر) ؛ للفرق بينها وبين لام المستغاث من أجله، وكانت أولى بالفتح؛ لوُقوع المنادى موقع الضّمير، ولام الجّر تُفتح مع الضّمائر.
يُنظر هذا البيت في: الكتاب ٢/٢١٥، واللاّمات ٨١، والخصائص ٣/٢٢٩، والتّبصرة ١/٣٥٩، وتحصيل عين الذّهب ٣١٨، وشرح الرّضيّ ١/١٣٤، واللّسان (لوم) ١٢/٥٦١، ٥٦٣، والخزانة ٢/١٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>