للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن ذلك قولُ زُهَيْر١:

وَأَعْلَمُ مَا فِي اليَوْمِ وَالأَمْسِ قَبْلَهُ ... [وَلَكِنَّنِي] ٢عَنْ عِلْمِ مَا فِي غَدٍ عَمِ٣

فقسَّم الزّمان على ثلاثة أَقْسَامٍ مَجَازًا.

فَكُلُّ مَا يَصْلُحُ فِيهِ أَمْسِ ... فَإِنَّهُ مَاضٍ بِغَيْرِ لَبْسِ

وَحُكْمُهُ فَتْحُ الأَخِيرِ مِنْهُ ... كَقَوْلِهِمْ: سَارَ وَبَانَ عَنْهُ

الماضي يُعْتَبَرُ وقوعُه في زمنٍ مَاضٍ قَرُبَ أو بَعُدَ؛ فإنْ دخل عليه حرفُ شرطٍ نَقَل معناه إلى الاستقبال٤، كقولك: (إِنْ وصلَ زيدٌ أَكْرَمْتُهُ) لِمَا يقتضيه الشَّرْط من وقوع الجزاءِ في المستقبل.


١ هو: زُهير بن أبي سُلمى؛ شاعر جاهليّ، من أصحاب المعلَّقات؛ كان ممّن يُعْنَى بشعره وينقِّحه، ولذلك سمّى قصائده الحوليّات؛ غلب على شعره المدح والحكمة؛ توفّي قبل المبعث بسنة.
يُنظر: طبقات فُحول الشّعراء ١/٦٣، والشّعر والشّعراء ٦٩، والأغاني ١٠/٣٣٦، والخِزانة ٢/٣٣٢.
٢ في أ: على أنّني.
٣ هذا بيتٌ من الطّويل.
والشّاهد فيه: وُرُوْدُ الأزْمِنَة الثّلاثة فيه: اليوم للحال، والأمس للماضي، وغد للمستقبَل.
يُنظر هذا البيت في: ديوانه - بشرح ثعلب - ٢٩، وبشرح الأعلم ٢٥، وشرح القصائد السّبع الطِّوال ٢٨٩، وشرح ملحة الإعراب ٦٠، واللّباب ٢/١٤، والخزانة ٧/٥٠٦.
٤ في ب: للاستقبال.

<<  <  ج: ص:  >  >>