قال سيبويه - رحمه الله -: "ونظير ذلك (أي: نظير فتح الميم من "ألم") قولهم: (مِن الله) و (مِنَ الرّسول) و (مِنَ الْمُؤْمنِين) ؛ لَمّا كثُرت في كلامهم ولم تكن فعلاً وكان الفتحُ أخفّ عليهم فتحوا، وشبّهوها بـ (أَيْنَ) و (كَيْفَ) ". الكتاب ٤/١٥٣، ١٥٤. ويُنظر: المساعِد ٣/٣٤١، والهمع ٦/١٨٠. فالّذي رجّح الفتح عند سيبويه كثرة الاستعمال. وأضاف السّيرافيّ إلى كثرة الاستعمال كسر الميم؛ فكرهوا توالي كسرتين لو كسروا النّون. قال: "وكان الكسائي يقول: إنّ (مِنْ) فتحت النّون فيها لأنّ أصلها منا" ولم يأت في ذلك بحجّة مقنعة". يُنظر: شرح كتاب سيبويه للسّيرافيّ جـ٢/ق ٢٣٣/أ. ٢ من الآية: ٢٠٤ من سورة البقرة. ٣ بعض العرب يكسر نون (مِن) مع (أل) على الأصل في التّخلُّص من السّاكنَيْن، ولم يبال بالكسرتين لعروض الثّانية. شرح الشّافية ٢/٢٤٧. قال سيبويه: "وزعموا أنّ ناسًا من العرب يقولون: (مِنِ الله) فيكسرونه ويُجْرُونَهُ على القياس". الكتاب ٤/١٥٤. أمّا إذا ولي نون (مِن) ساكنٌ أخَر غير (لام التّعريف) فالمشهور كسر النّون على الأصل، نحو: (مِنِ ابنك) ، ولم يبال بالكسرتين لقلّة الاستعمال. شرح الشّافية ٢/٢٤٦. وقال سيبويه: "وقد اختلفت العرب في (مِنْ) إذا كان بعدها ألف وصل غير ألف اللاّم؛ فكسره قومٌ على القياس، وهي أكثر في كلامهم، وهي الجيّدة. ولم يكسروا في ألف اللاّم لأنّها مع ألف اللاّم أكثر، لأنّ الألف واللاّم كثيرةٌ في الكلام في كلّ اسم، ففتحوا استخفافًا؛ فصار مَنِ الله - بكسر النّون - بمنزلة الشّاذّ. وذلك قولك: (منِ ابنكَ) و (منِ امْرِئٍ) . وقد فتح قومٌ فصحاءُ فقالوا: (منَ ابنك) فأجروها مجرى (منَ المسلمين) ". الكتاب ٤/١٥٤، ١٥٥.