لذلك قال ابن القيم - رحمه الله -: "وأوضح عند المخاطب".
فلهذه الاعتبارات يكون المراد بالمثل هو: إقامة حجة لإثبات تفرد الله بالألوهية واستحقاقه وحده للعبادة، وبطلان الشرك، وعدم صحة المساواة بينه وبين الأصنام أو غيرها من المخلوقات في الألوهية.
بيان الحجة التي دل عليها المثل:
تدور أقوال أهل العلم في تفسير هذا المثل على أنه يدل على إلزام المشركين ببطلان التسوية بين الله المتصف بالكمال والغنى والقدرة التامة، وبين الأصنام ونحوها المتصفة بالنقص والعجز، في الألوهية واستحقاق العبادة. ومن أقوالهم في ذلك:
قول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "فبيّن أن كونه مملوكاً عاجزاً صفة نقص، وأن القدرة والملك والإحسان صفة كمال، وأنه ليس هذا مثل هذا. وهذا لله وذاك لما يُعبد من دونه١".
قوله:"وهذا لله": يشير إلى صفة الكمال. وقوله:"وذاك لما يُعبد من دونه": يشير إلى صفة النقص.
وتقدم كلام ابن القيم - رحمه الله - حول المثل، ومنه قوله: "فإن الله سبحانه هو المالك لكل شيء ... والأوثان مملوكة عاجزة،
١ انظر: الرسالة الأكملية، ص (١٦) ، ومجموع الفتاوى (٦/٨٠)