للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والغنى منكم؟ وهذا يبين أنه تعالى أحق بكل كمال من كل أحد"١.

قوله: "لما في ذلك من النقص والظلم" فيه إشارة إلى تضمن المثل للحجتين.

فالنقص: إنما يكون من نسبة الشركاء لله وهم عبيده، وذلك ما يعتبره المشركون أنفسهم نقصاً يتنزهون منه.

والظلم: يكون في التسوية بين الله، وبين عبيده في الألوهية.

وقال ابن القيم - رحمه الله -: "والمعنى: هل يرضى أحد منكم أن يكون عبده شريكه في ماله وأهله حتى يساويه في التصرف في ذلك ... ؟ فإذا لم ترضوا ذلك لأنفسكم فلم عدلتم لي من خلقي من هو مملوك لي، فإن كان هذا الحكم باطلاً في خاطركم وعقولكم ... فكيف تستجيزون مثل هذا الحكم في حقي؟ مع أن من جعلتموهم لي شركاء عبيدي وملكي وخلقي. فهكذا يكون تفصيل الآيات لأولي العقول"٢.

وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي - رحمه الله -: "أي: هل أحد من عبيدكم وإمائكم الأرقاء، يشارككم في رزقكم، وترون أنكم وهم فيه على حد سواء ... ؟


١ مجموع الفتاوى، (٦/٨٠) .
٢ الأمثال في القرآن الكريم، ص (٢٠٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>