للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليس الأمر كذلك، فإنه ليس أحد مما ملكت أيمانكم، شريكاً لكم فيما رزقكم الله تعالى ... فكيف ترضون أن تجعلوا لله شريكاً من خلقه وتجعلونه بمنزلته، وعديلاً له في العبادة، وأنتم لا ترضون مساواة مماليككم لكم؟ "١.

وقال الشيخ محمد الشوكاني - رحمه الله -: "والمراد: إقامة الحجة على المشركين. فإنهم لا بد أن يقولوا لا نرضى بذلك. فيقال لهم: فكيف تنزهون أنفسكم عن مشاركة المملوكين لكم وهم أمثالكم في البشرية، وتجعلون عبيد الله شركاء له؟

فإذا بطلت الشركة بين العبيد وساداتهم فيما يملكه السادة، بطلت الشركة بين الله وبين أحد من خلقه، والخلق كلهم عبيد الله، ولم يبقَ إلا أنه الرب وحده لا شريك له"٢.

إيضاح الحجة على قاعدة قياس الأولى:

أولاً: تضمن هذا المثل العظيم حجة ترتكز على حال يعرفها المشركون من أنفسهم هي:

- عدم تسويتهم بين أنفسهم وعبيدهم في الحقوق.

- وعدم قبولهم ورضاهم أن يشاركوا عبيدهم فيما رزقهم الله من


١ تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، (٦/١٢٤) .
٢ فتح القدير، (٤/٢٢٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>